الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 5 إبريل 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كيف يتكوَّن اللؤلؤ؟
لَمَّا وَجَدَ لُؤْلُؤَةً وَاحِدَةً كَثِيرَةَ الثَّمَنِ، مَضَى وَبَاعَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ وَاشْتَرَاهَا ( متى 13: 46 )
يتكوَّن اللؤلؤ في قاع المحيط، داخل حيوان رخوي صَدَفي، عندما يدخل جسم غريب (حبة رمل على الأرجح)، بين الصَدَفة وجسمه الرخوي، فينتج عن ذلك آلام شديدة وتهيُّج للجسم اللّدُن لهذا الحيوان، الذي يقوم بإفراز سائل يحيط بهذا الجسم الغريب، لعزله عن جسمه الحساس، وهذا السائل الذي يفرزه المحار هو سائل اللؤلؤ. لكن هذا بدوره يسبب للمحار مزيدًا من الآلام والتهيج، ينتج عنها مزيد من إفراز السائل اللؤلؤي. وبتكرار هذا الأمر مرات عديدة تكبر اللؤلؤة. وبقدر ما يمكن لهذا الكائن أن يتحمَّل، قبل أن يقضي نَحبه من شدة الآلام، ستكبر اللؤلؤة وتزداد قيمتها. وهكذا فعن طريق آلام كائن حي يتكوَّن اللؤلؤ، وطريقة تكوين اللؤلؤ يُذكِّرنا بكيفية تكوين الكنيسة:

فالمسيح في المَثَل السادس من أمثال ملكوت السماوات السبعة، اعتبر الكنيسة هي ”اللؤلؤة الواحدة الكثيرة الثمن“. وكم عانى المسيح لكي تتكوَّن الكنيسة! تفكَّر في كُلفة المحبة التي تكلَّفها المسيح، من المجد إلى المَهد، ومن المَهد إلى اللحد. تفكَّر في رحلة المُعاناة فوق الأرض من مذود الأبقار، مرورًا بدكان النجار، منتهيًا بصليب العار، والقبر المستعار! وتفكَّر في الثمن الرهيب الذي دفعه المسيح في الجلجثة! لَكَم تألم ربنا يسوع عندما دخله ذلك الجسم الغريب عنه تمامًا، أعني به الخطية، عندما الله «جعل الذي لم يعرف خطية، خطيةً لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيهِ» ( 2كو 5: 21 ). لقد صرخ المسيح من هول الآلام قائلاً: «إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟»، وعن طريق تلك الآلام الكفارية الرهيبة تكوَّنت الكنيسة!

ومعروف أن قيمة اللؤلؤة تكون متناسبة طرديًا مع حجمها. ولقد سبق وذكرنا أنه على قدر إمكانية المحار على تحمُّل الألم، بهذا القدر عينه تكبر اللؤلؤة، وتكون قيمتها أعظم. وربنا يسوع تحمَّل آلامًا فائقة الوصف، وذلك نظرًا لاتحاد لاهوته بناسوته. ولذلك فنحن نتوقع أن يكون حجم هذه اللؤلؤة ”الكثيرة الثمن“ كبير وعظيم. وعن قريب سوف ترى عيوننا هذا كله.

ولا أحد يرى اللؤلؤة وهي تتكوَّن، فهي تتكون في الخفاء في أعماق المحيط. ومَن يستطيع أن يرى أين وكيف تتكوَّن الكنيسة؟ هناك مَن يتعرَّف على المسيح في السجون أو المستشفيات، في الصحاري النائية والقرى البعيدة. هناك مَن يتعرَّفون على المسيح على فراش المرض بل وفي لحظات الاحتضار. نعم إنه كما تتكوَّن اللؤلؤة بعيدًا عن الأعين، كذلك أيضًا تكوين الكنيسة.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net