الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 11 مايو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
فضلة أم إعواز؟
لأَنَّ الْجَمِيعَ مِنْ فَضْلَتِهِمْ ألْقَوْا، وَأَمَّا هذِهِ فَمِنْ إعْوَازِهَا ألقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَهَا، كُلَّ مَعِيشَتِهَا ( مرقس 12: 44 )
جلس الرب يسوع تجاه الخزانة، وأعتقد أنه لم يكن جالسًا هناك صُدفة، لكنه كان جالسًا لكي يرى «كيف يلقي الجمع نحاسًا في الخزانة» ( مر 12: 42 ). ولاحظ أنه لم يكن يُراقب كم يلقي الناس، ولكن كيف يلقي الناس. فهو لا يهمه كثيرًا مقدار ما نُعطيه له، فهو المكتوب عنه «للرب الأرض وملؤها. المسكونة وكل الساكنين فيها» ( مز 24: 1 )، وهو لا يحتاج لشيء، لكنه يرى كيف نُعطي. كثيرًا ما نعطي للرب وبداخلنا إحساس بأننا نتفضَّل عليه بعطايانا، مع أننا من المفروض أن يكون لسان حالنا «لأن منك الجميع، ومن يدك أعطيناك» ( 1أخ 29: 14 ).

لكنه رأى أثناء جلسته أرملة فقيرة جاءت وألقَت فِلسين قيمتهما رُبع، وهنا أتعجب ما الذي جذب الرب يسوع لهذه الأرملة بالرغم من أن الذين يُلقون في الخزانة كثيرون جدًا «وكان أغنياء كثيرون يُلقون كثيرًا» ( مر 12: 41 )؟ بل والأعجب أن الرب بنفسه يمتدحها قائلاً: «أنها قد ألقت أكثر من جميع الذين ألقوا في الخزانة»، لكنه سرعان ما يفسِّر لنا هذا اللُّغز عندما يقول إنها من إعوازها ألقت، بعكس الباقين الذين ألقوا من فضلتهم.

وهنا يجب أن نقف وقفة مع أنفسنا ونتساءل: هل نُقدِّم للرب من فضلتنا؟ أم من إعوازنا؟ فعندما نعطي عطايا مالية هل يمكننا أن نعطي للرب ونحن في احتياج؟ أم نعطي فقط عندما تكون أمورنا المالية بأحسن حال، وفائض عنا الكثير؟ وعندما يكون هناك خدمة تحتاج من وقتي، هل أنا على استعداد أن أُضحي بوقت راحتي أو أقتطع وقتًا من عملي أو من شيء هام في حياتي لأجل الرب؟ أم أنني فقط أُقدِّم للرب وقتًا عندما يكون عندي فائض كثير من الوقت؟!

عزيزي .. إن الرب «فاحص القلب مُختبِر الكُلى» ( إر 17: 10 )، لا يهمه المظهَر الخارجي أو كم تُعطي أو ما تحاول أن تُظهِره أمام الناس، لكنه ينظر إلى الداخل ويقدِّر الإخلاص جدًا، ويقدِّر هل ما تقدمه من إعوازك أم من فضلتك؟

أعطى لنا ابنه الوحيد .. ألا نُضحي بالزهيد؟

ألا نُضحي بالزهيد؟

مايكل إسحق
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net