الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 16 مايو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الحضرة الإلهية
وَقَالَ إِيلِيَّا التِّشْبِيُّ ... لأَخْآبَ: حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي وَقَفْتُ أَمَامَهُ ( 1ملوك 17: 1 )
مَنْ هو إله إسرائيل الذي وقف أمامه إيليا؟ إنه “إله المجد” الذي ظهر لإبراهيم. وقد أعلن ذاته له “كالله القدير”. وفي يومٍ آخر زاره عند بلوطات مَمرا. وهو الشخص الذي صارع مع يعقوب لينتزع منه القوة الجسدية التي يتَّكل عليها، وباركه. والذي تكلَّم مع موسى من وسط العُلَّيقة، وأعلن له اسمه باعتباره: “أهيه الذي أهيه”. إنه الرب الذي قد تعظَّم في فداء شعبه، وفي إعالتهم 40 سنة في البرية، الذي أطعمهم المَن وأخرج لهم ماءً من صخرة الصوَّان، وسار أمامهم في عمود سحاب نهارًا وعمود نار ليلاً ليضيء لهم المَحلَّة. وهو الذي ظهر ليشوع كرئيس جند الرب وسيفه مسلول في يده. وهو الذي ظهر لجدعون في عفرة، وظهر لمنوح، وتكلَّم مع صموئيل. وكان مع داود في اختباراته وتجاربه، وفدى نفسه من كل ضيق. هذا هو يهوه الذي لا يتغيَّر. أمامه تقف رَبوات الملائكة في كل خشوع، وأمامه وقف إيليا النبي، وهو يتفكَّر في هذه الأحداث القديمة ويلهج بكل أعمال الله. ولا شك أنه كان دارسًا جيدًا للأسفار المُقدَّسة التي كانت عنده، ومن خلالها عرف مَنْ هو إله إسرائيل، وتعلَّم أن يخشع أمامه.

«طوبى لرجالك وطوبى لعبيدك هؤلاءِ الواقفين أمامك دائمًا السامعين حِكمتك»؛ هكذا قالت ملكة سبأ لسليمان، فكم بالأحرى طوبى لأولئك العبيد الذين وقفوا في حضرة الرب إله إسرائيل.

ولكن مَن يستطيع أن يقف أمام هذه الحضرة الإلهية بقوَّته الذاتية أو في استحقاقات برِّه الذاتي؟ لا أحد. ولكن الذي يشعر بحقارته ويرفض نفسه في التراب والرماد، ويُقدِّر قيمة وكرامة الذبيحة في نظر الله، هو الذي يُعاين وجهه ويقف أمامه بلا خوف.

والشخص الذي يقف أمام الرب ويرفع رأسه، هو الذي اتضع قدامه وانحنى في التراب. وكم مرة سقط إيليا على وجهه أمام الرب وهو في جبال جلعاد! كم من دموع ذرفها في عزلته وانفراده في المغارات والكهوف لأجل العار والإهانة التي لحقت بإله إسرائيل، ليس من الأمم بل من شعبه! كان ذلك قبل أن يقول لأخآب: «حيٌّ هو الرب إله إسرائيل الذي وقفت أمامه».

كان إيليا واقفًا أمام الرب باحثًا عن فكره، يتحسَّس مشيئته لكي يعملها. ونحن عندما نحفظ أعيننا ساهرة ومرفوعة إلى الرب، ونتخلَّى عن الذات ورغباتها، ونستمع بإذعان إلى صوته وهمساته، ونرتعد من كلامه، عندئذٍ نكون واقفين أمام الرب.

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net