الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 9 مايو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
فيض القلب الشبعان
فَاضَ قَلْبِي بِكَلاَمٍ صَالِحٍ. مُتَكَلِّمٌ أَنَا بِإِنْشَائِي لِلْمَلِكِ. لِسَانِي قَلَمُ كَاتِبٍ مَاهِرٍ ( مزمور 45: 1 )
نجد في بداية مزمور 45 أحلى كلام يُقال، وذلك لأنه كلام له وعنه. كما نجد في لوقا 24 أحلى كلام يُسمَع، لأنه كلام عنه ومنه، عندما ابتدأ المسيح يشرح لتلميذي عمواس «مِن موسى ومِن جميع الأنبياء ... الأمور المُختصَّة بهِ في جميع الكتب» ( لو 24: 27 ). فالكلام الذي له وعنه في مزمورنا ارتبط بفيضان للقلب، والكلام الذي عنه ومنه ارتبط بالتهاب القلب: «أ لم يكن قلبُنا مُلتهبًا فينا إذ كان يكلِّمنا في الطريق ويوضح لنا الكتب؟». والسبب في هذا وذاك أن المرنِّم هنا يتكلَّم عنه بقيادة الروح القدس «لساني قلَمُ كاتبٍ ماهرِ»، والمسيح بعد القيامة كان يُكلِّم تلاميذه أيضًا بالروح القدس ( أع 1: 2 ).

ونجد الروح القدس في هذا المزمور له ثلاث وظائف؛ فهو يقود للسجود، ويملأ القلب بالفرح، ويربط النفس بالمسيح. فالروح القدس في ع1 هو مُنشئ السجود الحقيقي، كيف لا ومُهمَّته العُظمَى – كما نفهم من العهد الجديد – أن يشغل القلب بالمسيح وأمجاده «متى جاءَ ذاك، روح الحق، فهو يُرشدكم إلى جميع الحق، لأنه لا يتكلَّم من نفسهِ، بل كل ما يسمعُ يتكلَّم بهِ، ويُخبركم بأُمورٍ آتية. ذاكَ يمجِّدني، لأنهُ يأخذ مما لي ويُخبركم» ( يو 16: 13 ، 14).

ثم في ع7 نقرأ أن الله قد مسَحَ المسيح بزيت الابتهاج (وهو رمز للروح القدس) أكثر من رفقائه (وهم المؤمنون كما نفهم من رسالة العبرانيين 1: 9؛ 3: 14). وكما كان للمسيح فرحه الخاص بالروح القدس، فإن لنا نحن أيضًا – بعد أن أخذنا المسحة من القدوس - أن نفرح في الروح القدس ( رو 14: 17 )، فالارتباط عظيم بين الروح القدس والفرح ( أع 13: 52 ؛ أف5: 18، 19).

وأخيرًا يجعل الروح القدس المؤمن ينسى كلَّ ما هو وراء، ويجعله يمتد إلى ما هو قدام (ع10)، كما فعل عبد إبراهيم قديمًا مع رفقة (تك 24). لقد قالت رفقة، ردًا على طلب العبد: «أذهب»، وسارت معه حوالي ثمانمائة كيلومتر عبر الصحاري. ما الذي دفعها إلى ذلك إلا المحبة لإسحاق؟ ونحن أيضًا في رحلتنا إلى عريسنا السماوي عبر آلاف السنين، يعمل الروح القدس فينا نفس ما عمله العبد مع رفقة؛ إذ يُريدنا أن ننسى شعبنا وبيت أبينا، لنقول له بصِدق: “شعبك شعبي وإلهك إلهي”.

اسألوني عنْ يسوعْ حُبُّهُ بينَ الضلوعْ
ذا نصيبِي ذا فِدَائي ذا حَبيبي يا جُموعْ

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net