الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 12 يونيو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عصا الله التأديبية
وَعَمِلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، فَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ لِيَدِ مِدْيَانَ ... ( قضاة 6: 1 ، 2)
يا لها من صورة مُذلة! ويا لعظم الفرق بالنسبة للجيش الفاتح الذي عبَر الأردن وسار فوق خرائب أريحا! كم هو مُحزِن ومُذل أن نفكِّر في إسرائيل يتسلل ويختبئ في كهوف ومغاير الجبال بسبب الخوف من المديانيين الغُلف ( قض 6: 1 ، 2)!

حسنٌ لنا أن نتطلع إلى هذه الصورة، ونتأمل في هذا الدرس المبارك. فقوة إسرائيل ومجده كانا فقط في حضور الله معهم، وبدون هذا كانوا كمياهٍ تنسكب على الأرض وكورقة الخريف أمام الزوبعة، ولكن الحضور الإلهي لا يمكن أن يتمتع إنسان به بينما له علاقة بشرّ يتسامح فيه، ولهذا عندما نسيَ إسرائيل إلههم وضلُّوا بعيدًا عنه إلى طرق الوثنية المَنهِي عنها، كان لا بد أن يُرجِعَهم إلى شعورهم بمد عصاه التأديبية، وجعلهم يشعرون بقوة ضغط هذه أو تلك من الأمم المجاورة.

والآن فكل هذا له صوت ودرس لنا، فما دام أُناس الله يسيرون معه في طاعة مقدسة فلا يخافون شيئًا إذ هم في مأمن تام من شِراك وهجمات كل أعدائهم الروحيين، ولا شيء يستطيع بأي حال أن يضرهم بينما هم ساكنون في ظل حضرة الله نفسه. ولكن واضح أن تلك الحضرة تستلزم القداسة. فالشر غير المقضي عليه لا يمكن أن يظل هناك. لئن تعيش في الخطية وتتكلَّم عن الأمان، ولئن تحاول أن توصِّل حضور الله بشرّ مُصمِّم عليه، لهو إثم من أدكن صبغة. لا، إن هذا لا يجب أن يكون. الله مَهوب جدًا في مؤامرة القديسين، ومُكرَّم من جميع الذين حوله «ببيتك تليق القداسة يا رب إلى طول الأيام» ( مز 93: 5 ). إذا كان رجال الله ينسون هذه الحقائق النافعة، فإنه يعرف كيف يُعيدها إلى ذاكرتهم بواسطة عصا التأديب، وتبارك اسمه إلى الأبد فهو يحبهم جدًا لدرجة أنه يحتفظ بهذه العصا مهما كانت عدم رغبته في استعمالها ( عب 12: 6 -12).

آه .. يا لها من نعمة لا تُحَّد تلمع في تلك الحقيقة، أن إلهنا يتداخل بنفسه في نفس سقطاتنا وجهالاتنا وضلالنا وعنادنا وخطايانا وتقصيراتنا لكي يخلِّصنا منها! هو يعرف كل شيء عنا. هو يعلَم ويذكر كل أوساطنا وأميالنا الداخلية، ويعاملنا بحكمة لا حد لها وصبر تام، واضعًا نِصب عينيه على الدوام ذلك الغرض الوحيد المبارك أن يجعلنا شركاء في قداسته وأن يستخرج منا - ويا لروعة الفكرة - صورة تعبِّر عن طبيعته وخاصياته!

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net