الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 26 يونيو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هو يعتني بكم
مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ، لأَنَّهُ هُوَ يَعْتَنِي بِكُمْ ( 1بطرس 5: 7 )
كما كان حال شعب الله في البرية قديمًا، هكذا الحال تمامًا مع الكنيسة الآن كمجموع، ومع كل عضو من أعضائها كفرد. فعين الآب الحنون ترمُقنا دائمًا أبدًا، والأذرع الأبدية من تحتنا وحولنا نهارًا وليلاً «لا يُحوِّل عينيهِ عن البار» ( أي 36: 7 )، وقد أحصى شعور رؤوسنا، ويتداخل من فرط صلاحه غير المحدود في كل أمورنا، وقد أخذ على عاتقه أن يَسد كل أعوازنا ويقضي لنا جميع حاجاتنا، بل أكثر من ذلك يدعونا لأن نلقي همنا عليه ونحن مُتمتعون باليقين الجميل، أنه يعتني بنا. ومهما كانت أحمالنا ثقيلة أو خفيفة يتنازل رب المجد بملء نعمته ويدعونا لأن نُدحرج عنا هذه الأثقال وهو قادر أن يحملها عنا. وكل هذا عجيب جدًا ومُعزِ للغاية، وغرض الرب من ذلك أن تهدأ قلوبنا مهما صادَفنا، والشيء المهم أن يسأل كلٌ منَّا نفسه عما إذا كان الإيمان الصادق بهذه المواعيد الحلوة مالكًا على قلبه، وهل يعتقد حقيقةً بأن الخالق القدير الحامل لكل الأشياء والمُثبِّت لأعمدة الكون، قد أخذ على عاتقه من مجرَّد نعمته أن يعتني به كل رحلات الطريق؟ وهل يؤمن بكل القلب بأن “مالك السماء والأرض” هو أبوه المتكفل بسَد كل أعوازه من الأول للآخر؟ وهل لكلمات الرسول المغبوط «الذي لم يُشفق على ابنهِ، بل بذلَهُ لأجلنا أجمعين، كيف لا يَهَبنا أيضًا معه كل شيء» التأثير والفضل القوي على حياته بجملتها؟

إننا بكل أسف نخشى أن تكون فاعلية هذه الحقائق السامية والبسيطة ضعيفة جدًا. فنحن نتكلَّم كثيرًا عنها ونناقش الغير فيها، ونُسلِّم بصحتها ولكننا نُصادق عليها اسميًا فقط، وذلك لأن حياتنا اليومية وحركاتنا وسكْناتنا في الواقع تدُّل دلالة واضحة على أننا لم ندرك عمليًا هذا الحق المبارك. ولو كنا نعتقد حقًا أن إلهنا قد تكفَّل بسد كل أعوازنا، ولو كنا وجدنا جميع ينابيعنا فيه وجعلنا من إلهنا ملجأً مُريحًا لقلوبنا، لَمَا اتجهت أبصارنا إلى الينابيع البشرية الفقيرة التي سرعان ما تجف وتُخيِّب قلوبنا. فنحن في الواقع غير واثقين - كما تدل على ذلك حياتنا العملية - من هذا الحق الثمين. إنَّ تمسُّكنا بنظرية حياة الإيمان شيء، وأن نحيا فعلاً حياة الإيمان شيء آخر. ومرارًا كثيرة نخدع نفوسنا ونتصوَّر أننا عائشون حياة الإيمان، بينما في الحقيقة والواقع نحن مُستندون على عضَد بشري لا بد أن ينهار إن عاجلاً أو آجلاً.

إني ضعيفٌ واهِنُ الحُبِّ لكنَّ لي ينبُوعَ إحسانِ
في صَدرِكَ المُروي ظَما القلبِ مولايَ زِد بِكَ حبِّي وإيماني

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net