الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 8 يونيو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
طعنة في الظهر
مَنْ يَسْتُرْ مَعْصِيَةً يَطْلُبُ الْمَحَبَّةَ، وَمَنْ يُكَرِّرُ (يفشي) أَمْرًا يُفَرِّقُ بَيْنَ الأَصْدِقَاءِ ( أمثال 17: 9 )
روى أحد خدام الرب هذه القصة:

كنت وأنا في الثامنة من عمري، ألهو مرة في المنزل، ودخلَت إلينا إحدى الجارات، وتكلَّمت مع أُمي في مشكلة خاصة بابنها. كنت أنا بجوار النافذة، ولكني عرفت كل شيء لأني سمعت كل شيء. ولما انصرَفت جارتنا قالت أُمي: “إذا كانت فلانة جارتنا قد تركت عندنا كيس نقودها، فهل نعطيه لشخص آخر غيرها؟!” فقلت: “طبعًا لا”. فقالت: “إنك سمعت قصتها عن ابنها، وهذه القصة أغلى من كيس نقودها، وقد تركتها عندنا اليوم لكنها ما زالت مِلكها، ولا ينبغي أن يأخذها أحد، فهل تفهم ما أقول؟”.

نعم فهمت، ومن يومها فهمت أن سرًّا أؤتمنت عليه لا ينبغي أن أبوح به لأي شخص، لأنه ليس من حقي أن أبوح به ولو تلميحًا.

وقال واحد من القديسين: “إنني في كل صباح أطلب إلى الرب أن يمنحني أن لا أتكلَّم في مواجهة أي إنسان عن محاسنه وفضائله ومواهبه، وأن لا أتكلَّم في غيبته عن أخطائه ونقائصه”. ويا لها من طِلبة جليلة! ويا له من خُلق نبيل! لكن للأسف، ما أقل ما نتصرَّف هكذا. بل لعلَّنا نعكس الترتيب في أغلب الأحيان، فنمدح ونُطري الناس في وجوههم، ونغتابهم ونشوِّههم ونطعنهم من الخلف في ظهورهم ... ليت الرب يرحمنا من هذا الشر.

ومتى تمكَّنت المحبة الإلهية في قلوبنا فلن يوجد مجال لتلوك ألسنتنا ضعفات إخوتنا وزلاتهم، بل سنُصلحها بروح المحبة والوداعة، ناظرين إلى أنفسنا لئلا نُجرَّب نحن أيضًا ( غل 6: 1 ) «والمحبة تستر كل الذنوب» ( أم 10: 12 ). ولنذكر قول الحكيم: «مَن يستر معصية يطلب المحبة، ومَن يكرِّر (يفشي) أمرًا يفرِّق بين الأصدقاء» ( أم 17: 9 ). فإن مَن يستر المعصية والخطايا يتمثل بالله، ويحبه الجميع. لكن الذي يكرِّر أمرًا بقصد الإساءة لغيره والتشهير به، والذي يذم إخوته ويعدِّد مساوئهم ومثالبهم، ويفضح عيوبهم، فإنما هو يستمد قدوته من الشيطان؛ الذمَّام الأول والكبير «المُشتكي على إخوتنا... نهارًا وليلاً» ( رؤ 12: 10 ).

 ودعونا - أيها الأحباء - نُثَبِّت أنظارنا على الرب يسوع - مثالنا الكامل - الذي استطاع أن يقول: «لأني لم أتكلَّم من نفسي، لكن الآب الذي أرسلني هو أعطاني وصية: ماذا أقول وبماذا أتكلَّم» ( يو 12: 49 ). يا ليت التأثير المقدس لهذا الأمر يظهر في طرقنا وحياتنا.

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net