الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 14 يوليو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المسيح مثالنا في الشكر
فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ: أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ...لأَنْ هَكَذَا صَارَتِ الْمَسَرَّةُ أَمَامَكَ ( متى 11: 25 ، 26)
إن كان الرب يسوع يحرِّضنا بفم رسوله قائلاً: «اشكروا في كل شيء» (اتس5: 18)، فهو لا يطلب منا شيئًا لم يفعله هو. وينبغي ألاَّ يبرح من ذهننا قط أنه اجتاز هذا الذي نجوزه، مُجرَّبًا في كل شيء مثلنا بلا خطية.

تأملُّوه في متى11: 16-30 وهو يُجرَّب من ذلك الجيل المُتقلِّب غير التائب الذي لم يؤمن به، بعد كل أعمال محبته ومعجزات قدرته الفائقة. ولا شك أن ظروفًا كهذه من شأنها أن تُخيِّم بالحزن على أي إنسان، لأن الذي كان يبدو ظاهرًا أن كل أتعابه قد ذهبت هباء. ولكن ماذا كان رَّد الفعل عنده عليها جميعًا؟ «في ذلك الوقت أجاب يسوع وقال: أحمَدُكَ أيها الآب ربُّ السماءِ والأرض ... نعم أيُّها الآب، لأن هكذا صارت المسرَّة أمامك» وإذا رجعنا إلى لوقا 10: 21 حيث يسجل الوحي نفس الحادثة، نجد أيضًا أنه «في تلك الساعة تهلَّل يسوع بالروح».

ولنلاحظ القول إن الرب يسوع أجاب وقال: «أحمَدُكَ». فعن أي شيء أجاب؟ أي نعم. فإنه هنا، كما كان الحال معه دائمًا، يرى في هذه الظروف الأليمة يد أبيهِ ويسمع صوت أبيه قائلاً: “هذه مني” فيُجيبه من وسط التجربة: «أحمدُكَ أيها الآب ربُّ السماءِ والأرض ... لأن هكذا صارت المسرَّة أمامك». فهو يعرف أباه كرَّب السماء والأرض، صاحب السلطان عليها جميعًا، وينحني أمام الله لترتيبه هذه الظروف المؤلمة له، مُقدِّمًا الشكر عليها.

وأنت أيضًا أيها القارئ العزيز، إذا ما أخضعت إرادتك لأبيك فإنك ستجد راحة عظيمة من ضغط كل ظرف مؤلم، وقوة جديدة تسري في نفسك، وفرحًا في الروح كلَّما أجَبت الله رب السماء والأرض قائلاً: «أحمدُكَ أيها الآب ... لأن هكذا صارت المسرَّة أمامك».

وإنه لمن بواعث الراحة الحقيقية أن نعلم أنه مهما كانت الظروف، فإن الآب لم يُخطئ إذ يرتبها لنا. فإذا لم نجد في نفوسنا استعدادًا لأن نُجيب الله بالقول: «أحمَدُكَ أيها الآب»، فإن هذا دليل على أن إرادتنا ليست مُخضعَة له وأننا لا نريده أن يتخذ سبيله معنا، ولا أن ندَعه يفعل ما يحسن في عينيه، ثم نحزن ونتذمر ونشكو، جالبين لأنفسنا تعاسة أكثر دون أن نساعد على تحسين الموقف.

وقبِّلي أيدي أبٍ يُؤدِّبُ البنينْ
فإن تأديب العلي للنفعِ بعدَ حينْ
بل سوفَ تعلمين أن ربَّ السَّما رحيمْ

أ. س. هادلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net