الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 22 يوليو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
شفاء الأصم الأعقد
رَفَعَ نَظَرَهُ نَحْو َالسَّمَاءِ، وَأَنَّ ( مرقس 7: 34 )
* الطبيب السماوى: جاءوا إلى الرب بأصم أعقد ليشفيه؛ فأخذه بعيدًا عن الجمع (جموع الأُمة الرافضة له).

(أ) وأول ما فعله الطبيب أن رفع عينيهِ نحو السماء، مُعلِنًا اتكاله على إلهه. لقد كان تبارك اسمه حزين القلب بسبب عدم إيمان الأُمة، ومتألمًا للحالة التي قد انحط إليها الإنسان بسبب الخطية، مُمثَّلاً في ذلك المسكين. ولهذا نراه رافعًا عينيه نحو السماء، راجعًا إلى الله الذي عنده كان يجد الراحة دائمًا. وفي رفع عينيه نحو السماء عَلَّم المريض درسًا عمليًا، أن مصادر المعونة للإنسان ليست في البشر أو الجموع، بل في السماء. وهنا قدَّم الطبيب العظيم هدية أبدية للمريض قبل شفائهِ. منظره وهو يشفيه رافعًا عينيه نحو السماء؛ ذلك المنظر الذي طُبع في قلب المريض إلى الأبد.

(ب) وبعد ذلك نرى الرب وقد «أنَّ». وهذه الأنَّات تُصوِّر لنا الثقل النفسي على قلب الرب حينما رأى نتائج الخطية في هذا المسكين. وكأن لسان حاله: “هل وصل الإنسان، أعظم مخلوقاتي، لمستوى أقل من الحيوان، لا يسمع ولا يتكلَّم صحيحًا؟!” ما أجمله طبيبًا مع مرضاه بكل كيانه، مُتكلاً على إلهه في كل أعماله ( يو 1: 35 - 44)!

* عملية جراحية ماهرة: (1) أخذ الطبيب المريض جانبًا، وكأنه أدخله غرفة العمليات الإلهية وأغلق على نفسيهما. (2) وبعدها وضع أصابعه في أُذن المريض وأصبعه أيضًا على لسانه. وها هو يلمس الأعضاء المعيوبة. وإن كانت نازفة الدم لمسَته فخرجت منه قوة خاصة، فكم تكون القوة الخارجة إذا لمس هو الأعضاء؟! (3) وبعد ذلك تحدَّث لكل عضو بلغته. فخاطب عضو السمع (الأُذن) آمرًا إياه أن ينفتح، فانفتحت الأُذن فورًا. كما انحلّ رباط اللسان بمجرَّد لمسة يده والإحساس بلعابه المقدس «وتَفَلَ ولمسَ لسانه»، وتكلَّم المريض مستقيمًا. وهذا الإنسان لم يكن محتاجًا إلى تدريب على الكلام. الأمر الذي يحتاج عادةً إلى سنوات في أحدث المراكز الطبية للتخاطب، لكنه تكلَّم مستقيمًا. ما أمهره طبيبًا!!

* الشكر للطبيب: وتكاتف أهل القرية كلها ليقدِّموا خالص الشكر للطبيب العظيم الذي فك عقدة لسان مريضهم وعالج صمَمه. وإذ إن أهم عمل للّسان هو السجود، فها هم يسجدون قائلين: إنه «عمل كل شيء حسنًا» (قارن مع مزمور 104: 23). وما أرقاه سجودًا وهم يسبِّحون بما اختبروه؛ أنه جعل الصُّم يسمعون والخُرس يتكلَّمون (ع37)! ما أصدقه شكرًا!!

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net