الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 8 يوليو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مدى غفران الخطايا
إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ ( 1يوحنا 1: 9 )
كثيرون في حيرة من جهة مقدار غفران خطاياهم. فهم لم يتحققوا بعد أن الكفارة التي قُدِّمت على الصليب تنطبق على جميع خطاياهم. إنهم لا يُدركون ملء القوة التي في هذه الآية: «الذي يغفر جميع ذنوبك» ( مز 103: 3 ). ويظهر أنه يسودهم الشعور بأن المسيح قد حَمَل بعضًا من خطاياهم فقط؛ خطاياهم حتى وقت قبولهم الخلاص في المسيح. أما مسألة خطاياهم اليومية فهي مصدر حيرة لهم كما لو كانت تلك الخطايا تُعَامل على أساس آخر خلاف أساس خطاياهم السالفة. لذلك كثيرًا ما يكتئبون ويتضايقون. وما من خلاص من هذه الحالة حتى يتحققوا من أن موت المسيح كان فيه كل الكفاية للغفران الشامل لجميع خطاياهم.

نعم، على كل ابن لله يقترف ذنبًا، أن يأتي إلى أبيهِ، ويعترف بذلك الذنب. لكن ماذا يقول الرسول بالنسبة لشخص يعترف هكذا بخطيته؟ «إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادلٌ، حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم». فلماذا يقول: «أمينًا وعادلاً»؟ ولماذا لا يقول: “مُنعِمًا ورحيمًا”؟ ذلك لأن الرسول يتكلَّم على أساس أن مسألة الخطية من أولها إلى آخرها قد سُوِّيت وفُرِغ منها بموت المسيح الذي هو الآن في السَّماوات كالشفيع البار. وما كان مُمكنًا لله أن يكون أمينًا وعادلاً في غفران الخطايا على أساس آخر غير هذا. فخطايا المؤمن قد كُفِّر عنها جميعها على الصليب. ولو تُركِت واحدة منها دون تكفير فلا بد من هلاكه هلاكًا أبديًا.

ولاحظ أن خطايانا كانت كلها مستقبلة لمَّا حملها المسيح على خشبة اللعنة. خطايا كل المؤمنين في العشرين قرنًا الأخيرة، كانت مستقبلة لمَّا مات المسيح لأجلها. والكتاب المقدس لا يتكلَّم أبدًا عن خطايا مستقبلة: الخطايا الماضية والحاضرة والمستقبلة كلها تعبيرات بشرية أرضية. والزمن كله حاضر أبدي عند الله. كل خطايانا كانت أمام العدل المُطلق عند الصليب. وكلها وُضعت على رأس يسوع المسيح الذي بموته وضع أساس غفران الخطايا، لكي يستطيع المؤمن، في أية لحظة من حياته، أو أية نقطة من تاريخه، أو أية مرحلة من عمره، من الوقت الذي فيه ترِّن أخبار الإنجيل الطيبة على أُذن المؤمن أن يقول في صراحة وعزم، بلا تحفُّظ أو تردُّد: «إنَّكَ طرحت وراء ظهرك كل خطاياي» ( إش 38: 17 ).

غَدَا ماضيَّ مستورا وصارَ الإثمُ مَغفورا
وفاضَ القلبُ تسبيحًا وتهليلاً وتقديـرا

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net