الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 15 أغسطس 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أجمل الصلوات
صَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ ( لوقا 6: 28 )
قوة الصلاة الفعَّالة تَكمُن في فهم مشيئة الله وفكره وجعلهما موضوع التضرُّع والصلاة.

«صلُّوا لأجل الذين يُسيئون إليكم» ( لو 6: 28 )؛ فإن أساء إليك أخوك أو قيلت في حقك كلمة عاطلة أو لمَست جفاء في العلاقة أو المعاملة من جانب أحد الأخوة، فهل هي عادتك أن تصلي من أجلهم؟ آه أيها الأحباء، لو أننا فعلنا ذلك لتغيَّرنا جدًا عمَّا نحن عليه. ما أجمل ما نصير عليه لو أننا مارسنا هذه الصلوات الجميلة لرفع بعضنا البعض أمام عرش النعمة.

قال لوثر كلمة في محلها وهي: “إن صليتَ حسنًا فحسنًا تفهم كلمة الله”، ونحن نضيف عليها كلمة أخرى فنقول: “إن صليتَ حسنًا فحسنًا تتكلَّم بكلمة الله للآخرين”.

هذا وجه من أوجه الحق الإلهي الثمين. إنه لا يكفي أن تعرف أن الصلاة نافعة ولازمة ولا يكفي أن تَعِظ الآخرين مُحرِّضًا إياهم على الصلاة، ولكن لكي تخرج من دائرة الكلام باللسان إلى دائرة العمل والحق، يجب أن تكون كلمة الله أساس وقاعدة السلوك والتصرف في السر والعلَن.

هل يحلو لك أن تصلي من أجل الذين أساءوا إليك؟ يوجد فرق بين مبدأ كلمة الله وحقه الإلهي في وجوب الصلاة من أجل هؤلاء، وبين قوة هذا الحق في اختبارك أنت. إنك تقرأ هذا الحق وتتأمل فيه، فإذا هو حق جميل وسامِ، عليه مسحة علوية، عظيم المعنى ورفيع المقصد، ولكن إذا تعيَّن عليك أن “تأكله” أو بمعنى آخر أن تهضمه ليصير جزء من نسيج كيانك الروحي إذا هو مُرّ في جوفك.

فالأكل معناه تخصيص معنى ومضمون الكلمة للنفس التي تقرأها وأيضًا هضمها. وعملية الهضم دائمًا عملية بطيئة، والحق الذي نسمعه أو نقرأه لا يفيدنا فائدة عملية إن لم يُهضَم. وما كان حلوًا كالعسل في مذاقه بالفم يكون عادةً مرًا في الجوف بعد هضمه. وكل هذه المعاني الروحية مفهومة تمامًا عند المؤمن الروحي. ما أجمل الحق في ذاته! ولكن قبوله بقوة الروح القدس وتطبيقه عمليًا يقتضي توقيع حكم الموت على الجسد، وهنا مرارة الحق. نعم يكون الحق مُرّ المذاق عندما يستبعد أمورًا كثيرة تتلذذ بها الطبيعة، وعندما يُحتم عزلنا وفصلنا عن مبادئ وأوساط ترتاح إليها طبيعتنا الجسدية، لكنه - مع ذلك - الحق الجميل.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net