الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 23 أغسطس 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نتائج القيامة الباهرة
أُسَبِّحُ اسْمَ اللهِ بِتَسْبِيحٍ، وأُعَظِّمُهُ بِحَمْدٍ، فَيُسْتَطَابُ عِنْدَ الرَّبِّ أَكْثَرَ مِنْ ثَوْرِ بَقَرٍ ذِي قُرُونٍ وأَظْلاَفٍ ( مزمور 69: 30 ، 31)
لقد مات المسيح تحت غضب الله الأليم، وذاق الموت بنعمة الله لأجل كل واحد؛ ولكن الموت لم يكن نهاية القصة، بل تبعه أروع فصولها، أعني بها القيامة. وفي ختام مزمور 69، المزمور الذي يحدِّثنا عن المسيح باعتباره ذبيحة الإثم، نجد نتيجتين رائعتين لموت المسيح وقيامته وهما:

(أ) رِفعَة الله للمسيح.

حيث نقرأ قول المسيح: «خلاصك يا الله فليُرفِّعُني» (ع29). فالمسيح، الذي يُقدِّمه هذا المزمور باعتباره الإنسان المسكين والكئيب (ع29)، قد ارتفع وجلس في الأعالي. وهو عين ما نراه في ختام مزمور 109، وبداية مزمور 110. ففي ختام مزمور 109 نقرأ القول: «لأنه (أي الرب) يقوم عن يمين المسكين، ليُخَلِّصه من القاضين على نفسه»، ثم يفتتح مزمور 110 بالقول: «قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئًا لقدميك». وهو ما أشار إليه الرسول بولس في فيلبي 2، فبعد أن قال عنه إنه «وَضَعَ نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب»، يَردف قائلاً: «لذلك رفَّعه الله أيضًا، وأعطاهُ اسمًا فوق كل اسم، لكي تجثو باسم يسوع كل رُكبة مِمَّن في السماء، ومَن على الأرض، ومَن تحت الأرض، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو ربٌ لمجد الله الآب» ( في 2: 9 - 11).

(ب) التسبيح والأفراح هنا على الأرض وطوال الأبدية (ع30، 31)

فنقرأ قول المسيح: «أُسبِّح اسم الله بتسبيح، وأعظِّمه بحمدٍ. فيُستَطاب عند الرب أكثر من ثور بقر ذي قرون وأظلاف» (ع30، 31). فإذ ارتفع المسيح إلى الأعالي، فإنه من هناك يقود قديسيه في أُغنية حمدٍ، وقد فاضت نفسه بالفرح. وحقًا ما أكثر مُسبِّبَات الفرح ودواعي الحمد: فالله تمجَّد، والإنسان تحرَّر، والشيطان دُمِّر، والموت أُبطِل، والخطية رُفِعَتْ. وبناء على ما سبق انتهى عهد الظلال، وما عاد الله يُسرّ، ولا حتى بثورِ بقر ذي قرون وأظلاف. فإن الحقيقة الناصعة حلَّت محل كل الظلال.

إننا عندما نصل إلى السماء سنُرنِّم للرب الترنيمة الجديدة، ترنيمة الفداء. ألا يحق لنا أن نبدأ هذه الترنيمة من هنا؟ فالمسيح بعد القيامة هو إمام المغنين الحقيقي ( هو 14: 2 )، يقود مفدييه في تسبحة حمد وسجود. دعنا إذًا نُقدِّم للرب عجول شفاهنا ( عب 13: 15 ). دعنا «نُقدِّم به لله في كل حين ذبيحة التسبيح، أي ثمر شفاه معترفة باسمهِ» (عب13: 15).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net