الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 8 أغسطس 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المشغولية بالمسيح في المجد
شَخَصَ إِلَى السَّمَاءِ .. فَرَأَى مَجْدَ اللهِ، وَيَسُوعَ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ اللهِ ... ابْنَ الإِنْسَانِ قَائِمًا .. ( أعمال 7: 55 ، 56)
كان استفانوس مَمْلُوًّا من الروح القدس، ولذلك فقد شَخَصَ إلى السماء، ليس لكي ينظر إلى الملائكة، بل لينظر المسيح. فالشخص الذي يريد أن يحيا هنا كما يحق للمسيح، يجب أن ترتفع عين إيمانه إلى أعلى؛ إلى السيد المُبارك الجالس الآن عن يمين العظمة في الأعالي. لا يمكن أن ننال أية قوة من النظر إلى ما بداخلنا أو ما حولنا أو إلى بعضنا البعض. إننا نتقوَّى حينما نكون فقط «ناظرين إلى رئيس الإيمان ومُكمِّله يسوع» ( عب 12: 2 ).

ولاحظ أن استفانوس رآه – تبارك اسمه - باعتباره «يسوع .. ابن الإنسان .. الرب»:

«يسوع» (ع55) .. اسمه الشخصي الإنساني باعتباره «رجلُ أوجاعٍ ومُختَبر الحَزَن» ( إش 53: 3 )، «مُجرَّبٌ في كل شيءٍ مثلنا، بلا خطية»، والذي «في ما هو قد تألمَ مُجرَّبًا يقدر أن يُعين المُجرَّبين» ( عب 4: 15 ؛ 2: 18).

«ابن الإنسان» (ع56) ... هذا اللقب يؤكد لنا ناسوت المسيح. كما أنه لقبه باعتباره الديَّان.

«الرَّبُّ» (ع60) .. صاحب السيادة والسلطان، والذي له الحق أن يفعل بنا ما يشاء، باعتبارنا عبيده.

حقًا ما أعظم البركة التي تحصل عليها قلوبنا من النظر إليه في المجد! وأيضًا سر القوة لاحتمال التجارب التي تُصادف المؤمن إنما هو في النظر إلى الرب في الأعالي. يوجد شخص في السماء الآن، سبق أن جاز في أحزان البرية وآلامها، وتجرَّب في كل شيء، ويُسَرّ بأن يُعين المُجرَّبين.

ونلاحظ أنه بالارتباط بعمل المسيح الفدائي الكفاري الذي أُكمل تمامًا، فإن المسيح «بعد ما صنعَ بنفسهِ تطهيرًا لخطايانا، جلسَ في يمين العظمة في الأعالي» ( عب 1: 3 ). ولكن بصدَد المشهد الذي نحن نتأمله، وبالارتباط بعمله الكهنوتي والشفاعي الذي لم ينتهِ بعد، فقد رآه استفانوس «قائمًا عن يمين الله» (ع55، 56). لقد قام المسيح ليُعين عبده المُجرَّب، ولكي ما يعبُر معه وادي ظل الموت ( مز 23: 4 )، ويُرحِّب به في السماء. وكأن الرب يقول له: ”استفانوس ... ها أنا قائمٌ لمعونتك ... لا تخف! ... اطمئن! ... ثبِّت نظرك عليَّ ... أنا معك ... كل إمكانياتي لحسابك ولنجدتك“. ويا لكأس النعمة الملآنة والفائضة، التي تكفي بل تزيد، لكل ظرف ولكل مشكلة صعبة، أو ظرف أليم!

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net