الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 13 سبتمبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حَمَل الله
وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ، فَقَالَ: هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ! ( يوحنا 1: 29 )
«حَمَل الله» .. كان هذا هو الموضوع الوحيد الشاغل لقلب يوحنا؛ الغرض الثمين الذي لا يُقدَّر بثمن، النصيب الكافي والمُشبِع، المسيح نفسه، عمله بل شخصه. ففي يوحنا  1: 29 نجد جزءًا مُهِّمًا من عمله «يرفع خطية العالم»، وموته هو أساس كل شيء. فهو كفارة لجميع خطايا شعبه، بل وخطية العالم أيضًا. وبفضل بذله حياته وتضحيته الثمينة قد مُحِيَت كل آثامنا وارتفع كل لوم من ضمائر المؤمنين باسمهِ الكريم. فالصليب هو موضع التقاء مجد الله وحاجة الإنسان.

وفي يوحنا 1: 33 نجد جزءًا آخر من عمل المسيح «هو الذي يعمِّد بالروح القدس». وقد تبرهن ذلك بأجلى بيان في يوم الخمسين لمَّا أُرسل الروح القدس بواسطة ذلك الرأس المُقام والمُمجَّد ليُعمِّد المؤمنين إلى جسدٍ واحد.

«وفي الغدِ أيضًا كان يوحنا واقفًا هو واثنانِ من تلاميذهِ، فنظرَ إلى يسوع ماشيًا، فقال: هوذا حمَل اللهِ!» (ع35، 36). هنا لا يذكر المعمدان شيئًا عن عمل سَيِّده، بل كان مُنحصرًا بكُلياته وجزئياته في شخصه المبارك الذي أنسَاه كل شيء آخر، وغطى على كل شيء، وهذه هي منتهى درجة التمتع العميق واللَّذة الكاملة.

«كان يوحنا واقفًا»؛ مُحدِّقًا النظر – شاخصًا – مُتطلعًا إلى ذلك الشخص المجيد الذي كان دائمًا موضوع نظر الناس والملائكة – مسرَّة الآب وزينة السماء «حَمَل الله». وانظر النتيجة المُدهشة لذلك «فسمعه التلميذان يتكلَّم، فتبعا يسوع»، لأنهما شعرا بلا شك بأنه لا بد من وجود قوة جاذبية خارقة للعادة في ذلك الذي قدر أن يملك على قلب مُعلِّمهما، وهكذا تركاه وتبعا ذلك الشخص العجيب الذي تكلَّم عنه مُعلِّمهما.

هذا الدرس مملوء بالتعاليم النافعة لنا إذ توجد قوة أدبية كبيرة في مشغولية القلب التامة بالمسيح. فالتمتعات الإيجابية بالمسيح والتغذي عليه والابتهاج به وسير القلب معه بالقداسة عمليًا، وتوجيه جميع المشاعر والحاسيات إليه؛ جميع هذه الأمور تؤثر بقوة عظيمة على قلوب الآخرين بنفس التأثير الذي تؤثر به على قلوبنا وأعمالنا وتصرفاتنا، لأن الشخص الذي يجد لذَّاته كلها في المسيح، يرتفع بنفسه فوق المنظور، ولا يعود يفتكر عن نفسه، ولا يسعى للحصول على اسم أو مركز أو محل، لأنه قد وجد نصيبًا مُشبِعًا كافيًا، ولذلك يمكنه أن يُخبر العالم أجمع بأنه مستقل عنه.

بللت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net