الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 2 سبتمبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الإنجيل .. الخبر السار
أن الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا ..وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ ( 1كورنثوس 15: 3 ، 4)
لقد بدأ هذا الخبر السار عندما وُلِد المسيح، كقول ملاك الرب للرعاة، يوم مولِد المسيح: «ها أنا أُبشِّركم بفرحٍ عظيم .. أنَّهُ وُلِدَ لكم اليوم .. مُخلِّصٌ هو المسيح الرب» ( لو 2: 10 ، 11).

لكن ما كان يكفي أن يُولَد المسيح؛ فلو عاش المسيح فقط ثم مضى إلى السماء دون الصليب، فإن حياته ما كانت لتقرِّبنا إلى الله، بل كانت تؤكد دينونتنا. فلقد أظهر المسيح – بحياته القُدسية – نوع الحياة التي تناسب الله ويرضاها. والواقع أننا عندما نقرأ الأناجيل الأربعة نتيقن أننا أبعد ما نكون عن تلك الحياة المجيدة. لقد كنا نحتاج أن يبذل المسيح حياته عنا، ليهَبنا هذه الحياة، وهو الدرس الذي تُعلِّمنا إياه الطبيعة. فموت البذرة في الأرض هو الطريق لتأتي بثمر من نفس نوعها «إن لم تَقع حبة الحنطة في الأرض وتَمُت فهي تبقى وحدها. ولكن إن ماتت تأتي بثمرٍ كثير» ( يو 12: 24 ). فبموت المسيح وقيامته أمكن أن يعطينا ذات حياته العظيمة والرائعة: “الحياة الأفضل” ( يو 10: 10 ).

بل إني أتجاسر وأقول إن موت المسيح لا يمكن في ذاته أن يكون خبرًا سارًا لنا، بل كان يلزم أن يقوم المسيح من الأموات بعد موتهِ. ما أتعسنا لو كان المسيح مات لأجلنا، وانتهت القصة عند هذا الحد! والواقع أنه لو لم يكن المسيح قد قام، فباطلة كرازة الرسل، وباطلٌ أيضًا إيمان المسيحيين ( 1كو 15: 14 ).

ولكي أكون أكثر دقة، فإني أقول: إن موت المسيح وقيامته ليس هما الخبر السار بحصر اللفظ، بل هما حقيقتان تاريخيتان مؤكدتان. وهما بمثابة خبر مُزعج ومُخيف لكل مَن يرفض الإيمان بعمل المسيح لأجله على الصليب، ذلك لأن المسيح – كما علَّمنا الكتاب المقدس – هو الديان للأحياء والأموات، والدليل والبرهان على كونه الديَّان هو أنه قام من الأموات: «فالله ... أقام يومًا هو فيهِ مزمعٌ أن يدين المسكونة بالعدل، برجُلٍ قد عيَّنَهُ، مُقدِّمًا للجميع إيمانًا (أو برهانًا) إذ أقامه من الأموات» ( أع 17: 30 ، 31).

كلا، إن الخبر السار ليس أن المسيح مات وقام، بل «أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب، وأنه دُفن، وأنه قام (من الأموات) في اليوم الثالث حسب الكتب»، أو بكلمات أخرى أنه «أُسلِمَ من أجل خطايانا، وأُقيم لأجل تبريرنا» ( رو 4: 25 ).

فهل آمنت بهذا الخبر السار عزيزي القارئ؟

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net