الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 27 سبتمبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
محبة بارة
اللهُ .. أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ، وَلأَجْلِ الْخَطِيَّةِ، دَانَ الْخَطِيَّةَ فِي الْجَسَدِ ( رومية 8: 3 )
إن محبة الله هي محبة بارة. الله قدوس ومحبته أيضًا لا تنفصل عن القداسة، ولا يمكن أن تستقر بعيدًا عن القداسة. ومن هنا يظهر التنافر الأبدي الحتمي بين الله والخطية. إنه بسبب كون الله قدوسًا وبارًا، وبسبب كون الخطية هي الابتعاد الكُلي عن البر الكامل، وهي العصيان ضد القداسة، والارتداد الذي لا يُغتَفر عن حق الله، فإنه لا يمكنه أبدًا أن يتعامل مع الخطية أو يتغاضى عنها «عيناكَ أطهر من أن تنظرا الشر» ( حب 1: 13 ). إنه لا يطيق أن يرى الخطية. هذا الحق الخاص بكراهية طبيعة الله للخطية ليس فقط من الحقائق الأوليَّة، بل هو أول ما يشعر به القلب المُستيقظ؛ فيقول إبراهيم: «أنا ترابٌ ورمادٌ» ( تك 18: 27 ). وأيوب يقول: «ها أنا حقيرٌ، فماذا أُجاوبُكَ؟ وضعتُ يدي على فمي» ( أي 40: 4 ). والشعب عند جبل سيناء قال لموسى: «تكلَّم أنتَ معنا فنسمع. ولا يتكلَّم معنا الله لئلا نموت» ( خر 20: 19 ). وإشعياء يقول: «ويلٌ لي! إني هلكتُ، لأني إنسانٌ نجس الشفتين» ( إش 6: 5 ). وكثيرون غيرهم وضعوا وجوههم في التراب والرماد قائلين: “ارحمنا اللَّهم نحن الخطاة”. فالله يكره الخطية، هو يقول هكذا، وكل قلب تائب يعترف بهذا القول ويُصادِق عليه. ولكن بقدر ما يكره الله الخطية هكذا يُحب الخاطئ. هذا هو جوهر الإنجيل ورسالته.

وعن السؤال القديم: «كيفَ يتبرَّر الإنسان عند الله؟» ( أي 9: 2 )، تُجاوِب محبة الله الأبدية، وتُعلن أن التبرير ببذل المسيح نفسه، وتُقدِّم لنا الجلجثة والكفارة مع الكلمات القائلة: «الذي حَملَ هو نفسه خطايانا في جسدهِ على الخشبة» ( 1بط 2: 24 ). فالله العادل لا يمكنه أن يتغاضى عن الخطية، ولا يمكنه أن يتسامح معها، أو يُخفف حُكمه عليها، فالله المُحبّ كفَّر عن الخطية بنفسه، وتحمَّل في نفسه عقابها وسحْقها وجلداتها «لأنه ما كان الناموس عاجزًا عنهُ، في ما كان ضعيفًا بالجسد، فالله إذ أرسلَ ابنَهُ في شبه جسد الخطية، ولأجل الخطية، دانَ الخطية في الجسد» ( رو 8: 3 ، 4).

إن صليب المسيح كأسمى إعلان عن محبة الله هو في الوقت نفسه أسمى حُجة دامغة عن بر الله ... إذن لماذا سُفِك الدم؟ لأنه «بدون سفك دم لا تحصل مغفرة!» ( عب 9: 22 ).

يا عجبًا مُخَلِّصي قد ماتَ من أَجلِي
وَسَفَكَ الدَّمَ الكريمْ عن خَاطِئٍ مِثلِي

أندرو مولر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net