الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 5 سبتمبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الرب نوري وخلاصي
اَلرَّبُّ نُورِي وَخَلاَصِي، مِمَّنْ أَخَاف؟ الرَّبُّ حِصْنُ حَيَاتِي، مِمَّنْ أَرْتَعِبُ؟ ( مزمور 27: 1 )
الأشواق للرب هي من ثمار عمله في النفس، ونتيجة اقترابه منَّا وإعلان ذاته لنا. ويُعبِّر المرنم عن هذه الأشواق بقوله: «الربُّ نوري». فقد أعلن الله ذاته في الكلمة «الله نور»، و«الله محبة»؛ فنقرأ عنه: «اللابس النور كثوب»، و«الساكن في نور لا يُدنى منه». ويقول عنه الرسول يوحنا: «الله نور وليس فيه ظلمة البتة». إن النور في اليوم الأول أزال ظلمة الأرض وخرابها. كانت أشعة النور الأولى بَدء حياة جديدة للأرض، وهذا ما يتم مع الإنسان الخاطئ الخَرِب المُظلم. يقول الرسول بولس: «الله الذي قال أن يُشرِق نور من ظلمة، هو الذي أشرقَ في قلوبنا، لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح» ( 2كو 4: 6 ). وهكذا أصبح الله نورنا؛ نورًا مُشرقًا داخل قلوبنا، والمطلوب أن يُضيء هذا النور إلى الخارج، وفي إضاءته من الداخل إلى الخارج لا يزال هو نور الله المنعكس من وجه المسيح علينا.

ويقول المرنم أيضًا: «الرب ... خلاصي». كنا خطاة أثمة، وكانت الخطية تضغط على ضمائرنا وقلوبنا، وكانت مصدر تعب لنا، ولكن الرب يسوع يقول: «تعالوا إليَّ يا جميع المُتعَبين والثقيلي الأحمال، وأنا أُريحكم» ( مت 11: 28 ). وحين نأتي إليه بالإيمان يطرح خطايانا بعيدًا عنا، ونشعر بالراحة والسلام على أساس أنه هو حملها عنا على الصليب.

وكلمة «أُرِيحُكُم» غير محدودة، إذ تعني الراحة من الخطية، ومن الشك، ومن الحزن، ومن العذاب. كما أن كلمة «جميع المُتعَبين» تُرينا إمكانية إقبال جميع الناس «مَن يُقبِل إليَّ لا أُخرِجهُ خارجًا» ( يو 6: 37 ). تستطيع كل نفس أن تلجأ إليه، فتتخلَّص من الخطية؛ مِن دينونتها ومن سلطانها، كما تتخلَّص من الذات وشرورها. وتستطيع أن تجده أيضًا «كظل صخرة عظيمة في أرضٍ مُعيية» ( إش 32: 2 )، لأنه تكلَّم عن نوع آخر من الراحة قائلاً: «احملوا نيري عليكم وتعلَّموا مني، لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحةً لنفوسكم» ( مت 11: 29 ). فحين نتمثَّل به في وداعته في التسليم لإرادة الله، نجد راحة في الطريق. ومع وجود الله بنوره وخلاصه لنا لا يوجد خوف من الأعداء، حتى لو تجمَّعوا معًا، أفرادًا أو جماعات ( مز 27: 2 ، 3). ولو أصبحوا جيشًا عظيمًا، وتحوَّلت المعارك الفردية إلى حرب طويلة المدى. وهذه كلها لا تستطيع أن تعكر الشعور بسلام المؤمن المُتمتع بنور حضره الله وخلاصه.

ف. و. جرانت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net