الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 8 نوفمبر 2000 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
السعداء في الأرض!
"طوبى للمساكين .. طوبى للحزانى .. طوبى للجياع والعطاش"
(مت5: 3-6)
تُرى مَنْ هم الذين يعتبرهم المسيح سعداء ومباركين؟ إنهم المساكين والحزانى، الجياع والعطاش، المضطهدون والمطرودون! إنهم مَنْ يرثى لهم البشر، ومَنْ يعتبرهم العالم: البؤساء في الأرض، بل أكثر الناس بؤساً. ها المسيح يعتبرهم مباركين ويستحقون التهنئة على ما هم عليه!!

والبشر جميعاً يرغبون في السعادة، ويبحثون عنها .. إلا أنها لازالت بعيدة المنال عنهم. إنهم يركضون وراء المال والثروة، يسعون وراء المركز والشهرة، يلهثون وراء اللذة والـمُتعة، فماذا كانت النتيجة؟ قال داود "تكثر أوجاعهم الذين أسرعوا وراء آخر" (مز 16: 4 ) ، وقال سليمان بن داود "الكل باطل وقبض الريح" أي انقباض الروح (مز 16: 4 ) . وقال المسيح رب داود "كل مَنْ يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً" (مز 16: 4 ) . فلقد وجد الناس مزيداً من العطش وأوجاعاً وكآبة في بحثهم، بدلاً من أن يجدوا السعادة!!

قالت نجمة سينمائية شهيرة من أمريكا: لدىَّ المال والجمال، الأصدقاء والشهرة، ويحق لي أن أكون أسعد امرأة في العالم، لكنى بائسة! فلماذا؟!

وقال بليونير: ظننت أنه بوسعي الحصول على السعادة بالمال، فاكتشفت أنى في وهم أسيف!! نعم الكل يحب السعادة "كثيرون يقولون مَنّ يُرينا خيراً" (مز 4: 6 ) ، لكن المشكلة أنهم يخطئون الطريق إليها. فليست السعادة فيما هو تحت الشمس. وها المسيح ساكن حضن الآب يميط اللثام في أول عظة مسجلة له في الأناجيل، عما تصبو إليه البشرية، عما تبحث عنه ولا تجده.

أعتقد أن عدداً كبيراً ممن كانوا يستمعون إلى عظة الجبل في يومهم، كانوا يشعرون أيضاً أنهم بعيدون عن الفرح. ليس فقط لأنهم عبيد للرومان، بل لأنهم عبيد للخطية والشيطان. لكن المسيح الذي يشرح هنا مَنْ هم الفرحون، ذهب بعد ذلك إلى الصليب حيث وضع بسفك دمه أساس سعادتنا، ثم كالـمُقام من الأموات هو يقدمها لكل مَنْ يريدها!

كلُ مَنْ يتخذ المسيح ملجأً له فيستريح
يحيا سعيــداً مُظلـلاً بحبــــــه الجليـــــل

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net