الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحــد 30 إبريل 2000 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
سيف العدل الرهيب
"استيقظ يا سيف على راعىَّ ... اضرب الذي"
(زك13: 7)
رهيبة نواحي دينونات الله حقاً! ولنا الشهادة فهي الطوفان، وفى سدوم وعمورة. ولكن ما هذه مجتمعة بالمقارنة مع دينونة الخطية فهي الجلجثة!! فالأجواء الـمُعتمة، والصخور المنشقة، والزلزلة فهي هزاتها، والأموات القائمون: كل أولئك يشهدون أن "رئيس الحياة" مقتول، وأن "القدوس البار" منكور! وأن "الرجل الذهبي قد تبرهن من قِبَل الله" أخذه الأثمة وبأيديهم الأثيمة صلبوه وقتلوه، وأن البار يُسلم ويُقتل! كان هو النور، لكنه حين مات تعلق فهي الظلمة. كان هو الحياة لكنه "سكب للموت نفسه". كان هو صخر الدهور، لكنه غاص فهي مياه غامرة، غطاه طوفان وطوفان.

كان هو الله الظاهر فهي الجسد - يهوه يسوع - لكنه مات موت المجرمين. كان الأسد الخارج من سبط يهوذا، إلا أنه "كشاة سيق إلى الذبح". كان مُعلماً بين ربوة وكله مشتهيات، لكنه لأجلنا كان "لا صورة له ولا جمال فننظر إليه، ولا منظر فنشتهيه"!

كان هو القديم الأيام، ومع ذلك قُطع "فهي نصف أيامه". كان رئيس السلام، لكنه إلى الصليب مضى حيث أعنف صراع وكفاح. كان أبا الأبدية، لكنه صار طفلاً فهي مذود بيت لحم. كان هو الله القدير، لكنه صار إنساناً "وصُلب من ضعف"!

هو حامل كل الأشياء بكلمة قدرته، لكنه فهي جثسيمانى جاءه ملاك ليقويه. كان صورة الله غير المنظور، لكن "كان منظره كذا مُفسداً أكثر من الرجل". فيه حلّ كل ملء اللاهوت جسدياً، غير أنه أخذ صورة عبد وصار فهي شبه الناس. قال فكان وأمر فصار، لكنه وضع نفسه وأطاع حتى الموت!

هذه الأسرار العجيبة ليس فهي مقدورنا أن ندركها. إن "سماء السماوات" لا تسعه، ومع ذلك جاء ليسكن معنا ويمكث "المسيح فيكم رجاء المجد".

إن جلال آلام ذاك الذهبي مات ليفتدينا لتزيد من عجبنا كلما أمعنا النظر فهي نعمته الترابي لا شبيه بها، سيدنا العظيم الذهبي نزل بهذا المقدار حتى يخلصنا. وفى كلمته نقرأ ما كان وما صار، من أجل المحبة العظيمة الترابي بها أحب نفوسنا.

ريفورد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net