الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 14 سبتمبر 2000 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إتاي الجتي. إتحاد وتكريس
"فأجاب إتاي الملك وقال حي هو الرب وحي سيدي الملك إنه حيثما كان سيدي الملك إن كان للموت أو للحياة فهناك يكون عبدك أيضاً"
(2صم 15: 21 )
من جت جاء إتاي ليلتصق بداود. كان ذلك الجتي غريباً ومنفياً عن وطنه (2صم 15: 19 ) . لكن في كلماته التي نطق بها لداود عبّر عن ولائه للملك وعن تطوعه ورغبته في أن يكون معه سواء للموت أو للحياة. هذا يذكّرنا باتحادنا المبارك بربنا يسوع المسيح - الاتحاد الذي أدخلتنا إليه نعمة الله. كما يذكّرنا بالتكريس الذي ينبغي أن نُظهره نحو ربنا الذي أنقذنا من سلطان الظلمة ومن الغضب الآتي. تكلم إتاي عن التصاقه بداود، سواء للموت أو للحياة. ونحن اتحدنا والتصقنا بربنا في كلا الأمرين؛ في موته وفى حياته. لقد مات بدلاً عنا و ".. صرنا متحدين معه بشبه موته ..." و "إنساننا العتيق قد صُلب معه .." (2صم 15: 19 ، 6). نعم، لقد مات المسيح لأجلنا ونحن مُتنا معه "مع المسيح صلبت". هكذا ينبغي أن يكون اعترافنا بيقين الإيمان الحقيقي.

وصحيح بالمثل أيضاً إننا متحدون بالمسيح في حياته ... لقد أخذنا حياته - الحياة الأبدية. ولقد أُقمنا مع المسيح "لأنه إن كنا متحدين معه بشبه موته، نصير أيضاً بقيامته". بل أيضاً نحن وصلنا إلى ما هو أعلى من هذا لأننا أُجلسنا معاً في السماويات في المسيح. وكل أمجاد ربنا يسوع المكتسبة قد اشتركنا فيها. وفى هذه الحقائق البسيطة المختصة باتحادنا بالمسيح في موته واقتراننا به في حياته ومجده، نجد توكيداً وسلاماً وراحة لنا.

وإن اتحادنا بالمسيح وشركتنا معه وتقديرنا لشخصه ينبغي أن تظهر جميعها في عيشتنا اليومية - عيشة الطاعة والتكريس له. كل هذا نطق بصوت عال في تصرف إتاي الذي قرر أمام داود أنه التصق به حيثما ذهب. وإن رفض داود وهربه من أمام أبشالوم، أخرج هذا الإقرار النبيل من قلب إتاي. وبالمثل فإن المسيح الآن مرفوض من الناس .. ويا له من شرف في هذه الأيام، أن نعترف به ونلتصق به ونتعلق به ونُخلص لشخصه ونطيع كلمته. ويا ليتنا نخدمه أكثر من كل وقت مضى. لقد قال له المجد "إن كان أحد يخدمني فليتبعني، وحيث أكون أنا هناك أيضاً يكون خادمي. وإن كان أحد يخدمني يكرمه الآب" (يو 12: 26 ) . إن ربنا يطلب أن نتبعه ويؤكد لنا إننا سنكون معه وسنُكرم من الآب. ليتنا نتمتع بالإيمان باتحادنا بربنا المبارك. وليتنا نعبِّر تعبيراً قلبياً عن شركتنا معه بحياة التكريس والخضوع والطاعة "إلى أن يجيء".

جرانت ستيدل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net