الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 13 نوفمبر 2001 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
غرباء ونزلاء على الأرض
في الإيمان مات هؤلاء أجمعون وهم لم ينالوا المواعيد بل من بعيد نظروها وصدقوها وحيوها وأقروا بأنهم غرباء ونزلاء على الأرض ( عب 11: 13 )
يُخبرنا الرسول بأن أبطال الإيمان، لم يحيوا فقط في الإيمان، ولكنهم أيضاً "في الإيمان مات هؤلاء أجمعون". ثم يُرينا ما نقشه الله في حياة هؤلاء القديسين، فقيل لنا:

أولاً: أنهم كانوا يتطلعون إلى ما وراء الأشياء المنظورة. فرأوا "من بعيد" المواعيد. وكانوا متيقنين في عقولهم من مستقبل المجد، لذا كانت قلوبهم معانقة رجاء المجد.

ثانياً: أن المجد الذي كانوا يتطلعون إليه مستقبلاً وكانوا قلبياً يعانقونه، أنشأ في حياتهم تأثيراً عملياً، إذ أقرّوا بأنهم غرباء ونزلاء على هذه الأرض.

ثالثاً: وإذ اعترفوا بأنهم غرباء ونزلاء، أعطوا بذلك شهادة واضحة عن الله "فإن الذين يقولون مثل هذا يُظهرون (بوضوح) أنهم يطلبون وطناً (أو وطنهم)" (ع14).

رابعاً: لقد تغلبوا على كل ما من شأنه أن يُعيدهم إلى العالم الذي تركوه (ع15). فأولئك الذين استجابوا لدعوة الله وانفصلوا عن العالم الحاضر، فإنهم سيجدون أن إبليس يسعى محاولاً أن يردهم مرة أخرى إلى العالم فيعطيهم فرصاً للرجوع مُستخدماً شهوة الجسد وإغراءات العالم، ومطالب القرابة الطبيعية، وظروف الحياة ومشاغلها، التي بطرق مختلفة وفي أوقات كثيرة يمكن أن تفتح لنا فرصاً للرجوع. هل نهرب من فرص الرجوع؟ إذاً فلنُظهر بوضوح أننا في جانب الرب، وعلينا أن نقبل طريق الانفصال عن العالم كغرباء ونزلاء، ولنتطلع إلى الأفق البعيد للبركة التي لنا في العالم الجديد، ولنتبع بحق المجد الآتي ولنحتضنه قلبياً بكل عواطفنا.

خامساً: وإذ رفضوا فرص الرجوع إلى مدينتهم، فقد صارت لهم الحرية في ابتغاء "وطناً أفضل أي سماوياً" (ع16).

سادساً: أما أولئك الذين لهم هذه الأوصاف فنقرأ "لا يستحي بهم الله أن يُدعى إلههم" بالرغم من أن تفاصيل حياتهم كان فيها الكثير من الفشل.

سابعاً: وأنه أعد لهم مدينة، وفي هذه المدينة كان كل ما هو من الله الذي مَيَّز حياتهم، والتي فيها الإجابة المجيدة لهم.

فلو كانت هذه الأشياء جميعها هي سماتنا في يومنا هذا، أفلا نقول على الرغم من فشلنا وضعفنا وأننا في نظر العالم بلا معنى، إن الله لا يستحي أن يُدعى إلهنا؟

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net