الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 21 ديسمبر 2001 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ثبات القلب بالنعمة
لأنه حسن أن يثبّت القلب بالنعمة ( عب 13: 9 )
يشجعنا الوحي بأن "ننمو في النعمة" ويعرّفنا أن الله "يعطي نعمة أعظم" "وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة". يوجد تقدم ونمو في عمل النعمة فينا، أما نعمة الله لنا فقد تجلت بملئها في المسيح لكي ننمو في معرفتها. وليس أصعب على الطبيعة من الثبات في أشعة كمال محبة الله في المسيح. وكل من بولس وبرنابا شعر بخطورة هذا الحق في خطابهما للمسيحيين "اللذين كانا يكلمانهم ويقنعانهم أن يثبتوا في نعمة الله" ( أع 13: 43 ) أو كما هو مكتوب "اثبتوا في الحرية التي حررنا المسيح بها"، وأيضاً "أن يثبتوا في الرب بعزم القلب".

لكن لا يتوهمن أحد أنه يستطيع أن يتمتع بمقامه في نعمة الله البادية في المسيح، وهو قد زلّت به القدم واعتسف في طريقه وسلك في العصيان، لأن مثل هذا السلوك يُحزن الروح القدس ولا يستطيع الرب أن يُشعره بحضوره لأنه يقول "إن حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي كما أني أنا قد حفظت وصايا أبي وأثبت في محبته. كلمتكم بهذا لكي يثبت فرحي فيكم ويكمل فرحكم" ( يو 15: 10 ،11).

تخلو النفس من القوة للسجود متى سارت سيراً عالمياً جسدياً دون أن تدينه في حضرة الرب. نفس هذا حالها تفقد كل قوة وتعزية نعمة الله. وما أشد حرص الرسول وتدقيقه في خدمته وغيرته على تعاليم النعمة لئلا يشوبها الفساد ويعتريها الضلال والتحريف بسبب إضافة الناموس كما حدث في بدعة غلاطية، ما أشده وهو يرفع صوت الإنذار فيحذر العبرانيين ضد خطر ترك المسيحية والارتداد إلى اليهودية والرجوع إلى الطقوس والفرائض الناموسية مُبرهناً لهم أن الذين هم تحت الطقوس شط بهم البُعد عن الله وباتوا خارج الحجاب بدون ضمير مطهر، ويا لخطورة كلمات الوحي في هذه النقطة "لا تُساقوا بتعاليم متنوعة وغريبة لأنه حسن أن يثبّت القلب بالنعمة لا بأطعمة لم ينتفع بها الذين تعاطوها" ( عب 13: 9 ).

وخليق بنا أن نسأل نفوسنا: هل قلوبنا مثبتة في حضرة الله في عمق وعلو وطول وعرض نعمته لنا التي لا يُعبر عنها، النعمة التي في المسيح يسوع؟ ولا يغنينا أن نكون فهمنا هذا الموضوع في أذهاننا وقبلناه في أدمغتنا، وإنما إلى أي مدى أثرّت نعمة الله في قلوبنا؟ إلى أي مدى تعزت قلوبنا وامتلأت بها نفوسنا وتثبتت في المسيح أمام الله؟ متى كان هذا حالنا حقيقة، فمن أي شيء نخاف؟ أليست محبته الكاملة تطرح الخوف إلى خارج ( 1يو 4: 18

تشارلس ستانلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net