الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 26 يونيو 2001 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
سيرتنا هى في السماوات
فإن سيرتنا نحن هى في السماوات التي منها أيضاً ننتظر مخلصاً هو الرب يسوع المسيح ( في 3: 20 )
في زمن كتابة رسالة فيلبي، كانت فيلبي مستعمرة تابعة لروما ( أع 16: 12 ). وكان الفيلبيون مواطنين رومانيين، ينعمون بحماية روما وبامتيازاتها. لكنهم كانوا أيضاً مواطنين في حكومتهم المحلية. وفي ضوء هذه الخلفية، فإن الرسول يذكِّر المؤمنين بأن سيرتهم هى في السماوات. أو بكلمات أخرى: إننا مستعمرة تابعة للسماء.

هذا لا يعني أن المسيحيين ليسوا أيضاً مواطنين في بلادهم الأرضية. فنصوص كتابية أخرى تعلِّم بوضوح ضرورة أن نخضع للسلاطين والحكومات لأنها مرتبة من الله ( رو 13: 1 -7). وحقاً، ينبغي للمؤمنين إطاعة الحكومة في جميع المسائل التي لا ينهي عنها الرب بشكل واضح.

نحن لسنا مواطنين سماويين فحسب، لكننا ننتظر أيضاً المخلِّص من السماء. وفعل الانتظار هذا يعبِّر في الأصل، عن توقع صادق وجدّي لشيء يُعتقد أنه وشيك. وهو يعني حرفياً مدّ الرأس والعنق إلى الأمام، وكأن المرء يتوقع بشغف أن يسمع أو يرى شيئاً ما.

عندما يأتي الرب يسوع من السماء، فسوف يغيِّر أجسادنا هذه. ليس ثمة أي شيء دنيء أو شرير فيما يتعلق بالجسد البشري بحد ذاته، بل إن الشر يكمن في إساءة استخدامه. لكنه "جسد تواضعنا" أو جسد ذليل. إنه معرَّض للتجاعيد، والشيخوخة، والألم والمرض، والموت. إنه يحد نشاطنا ويعوقنا.

الرب سيغيره ليكون جسداً ممجداً. ونحن لا نعرف هذا بمعناه الكامل. فهو لن يعود عُرضة للفساد أو الموت، ولا لحدود الزمن أو الحواجز الطبيعية. وهكذا سيكون جسداً حقيقياً، ومناسباً بالتمام، في الوقت عينه، لظروف السماء. سوف يكون شبيهاً بجسد الرب يسوع عند قيامته. وهذا لا يعني أنه سيكون لنا جميعاً المظهر الخارجي عينه. فمما لا شك فيه أنه سيكون لكل منا هويته الفردية الخاصة به في الأبدية. كذلك، لا يُعلِّم هذا النص أننا سنُشابه الرب يسوع في ما يتعلق بسجايا الله. نحن لن نتمتع في أي وقت من الأوقات بالمعرفة أو بالقدرة المطلقة؛ كما أننا لن نكون موجودين في كل الأماكن في الوقت عينه. لكننا سنكون مثل الرب يسوع من الناحية الأدبية. سنكون إلى الأبد أحراراً من الخطية.

"بحسب عمل استطاعته أن يُخضع لنفسه كل شيء" (ع21). إن تغيير أجسادنا، ستتممه القوة الإلهية نفسها التي سيستخدمها الرب فيما بعد في إخضاعه كل شيء لنفسه.

وليم مكدونلد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net