الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 3 أغسطس 2001 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الحرية
فقال لهم يسوع حلوه ودعوه يذهب ( يو 11: 44 )
لا ريب أن الله لم يحررنا بيسوع المسيح ربنا من عبودية الخطية ونيرها فقط، ولكنه يحررنا من كل نير آخر غير نيره الذي قال عنه إنه: نير هيّن وحمل خفيف. والسبب في هذا، هو لكي يمتعنا بلذة الحرية من تلك العبوديات القاسية، ولأنه من الطبيعي أيضاً ألا يتفق وجود نير المسيح مع أي نير أخر إذ "أي اتفاق للمسيح مع بليعال". لهذا يقول الوحي "فاثبتوا إذاً في الحرية التي قد حررنا المسيح بها، ولا ترتبكوا أيضاً بنير عبودية". وأيضاً "لا تصيّروا الحرية فرصة للجسد".

إن كل تمتع أو سرور إنما يأتي إلينا عن طريق الحرية. فنحن مدينون لها بكل أنواع التمتعات والتعزيات والمسرات. ففي حرية الروح نستطيع أن نعبد ونتعزى. وفي حرية النعمة نستطيع في أي وقت أن نقترب بثقة إلى عرش النعمة. وفي حرية مجد أولاد الله نستطيع أن نتمتع بكل بركة روحية في السماويات.

إن لعازر الذي أقامه المسيح من الأموات، قد خرج من القبر ويداه ورجلاه مربوطات بأقمطة ووجهه ملفوف بمنديل. فلو أنه بقى كذلك بدون أن يُحَلّ، هل كان يستطيع أن يتمتع بلذة الحياة الجديدة التي أعطاها له ربنا يسوع؟ كلا. وأي لذة له في بقائه على تلك الحالة. وما أشبه الأقمطة التي كانت تربط رجلي لعازر بقيود محبة العالم ومحبة المال ومحبة الذات. وكم هي قيود شديدة تمنع المؤمن من أن يسعى نحو الغرض وأن يجاهد جهاد الإيمان، بل أن يركض في الجهاد الموضوع أمامه.

وما أشبه الأقمطة التي كانت تربط يدي لعازر بقيود العوائد العالمية والأوضاع البشرية والعُرف الجاري. وما أشبه المنديل الذي كان ملفوفاً على وجه لعازر بتلك الأنظمة والطقوس الدينية.

يا أيها المؤمنون الباقون في الأكفان .. اعلموا أنه على قدر حريتكم تكون تعزيتكم، وعلى قدر قيودكم تقل أفراحكم. إنكم تحرمون أنفسكم وتضيّعون امتيازكم وتفقدون استقلالكم. فأنتم الذين تجنون على أنفسكم .. فهلا ترحمون ذواتكم؟! إن الحل الوحيد لمسألتكم هو أن تُحلوا من قيودكم وتثبتوا في حريتكم.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net