الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 19 أكتوبر 2002 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حدث في البستان
خرج يسوع وهو عالم بكل ما يأتي عليه ( يو 18: 4 )
بعد حديثه الحلو الأخير والذي ورد في إنجيل يوحنا (من13ـ17) ذهب الرب وتلاميذه للصلاة في البستان، فالصلاة هامة، تمدنا بالقوة، وتُشعرنا بالأمان. ويظهر هنا يهوذا لأول مرة منذ أن أخذ اللقمة وخرج ليلاً ( يو 13: 30 ). جاء ومعه الجنود ليقبضوا على يسوع. ما أعمى الإنسان، إذ يبحث عن النور المُريح بالمشاعل والمصابيح، ويسوع الحب والسماح يُشهر في وجهه السلاح. أما يسوع فهو العليم بكل شيء، بما يأتي عليه، وما يأتي علينا أيضاً. ولأنه السيد دائماً يبادرهم بالقول: مَنْ تطلبون؟ أجابوه يسوع الناصري. قال لهم يسوع: أنا هو! إن إجابته أذهلتهم، فأسقطتهم، وكان من الممكن أن لا يقيمهم مرة أخرى، لكنه لم يأتِ ليهلك بل ليخلص.

أما بطرس والذي استيقظ لتوه من نومه، يفعل ما لم يُؤمر به، لأنه تهاون في ما أُمر به من سهر وصلاة، وأخرج السيف من غمده، وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه اليُمنى.

ما أبعد الفرق بين السيف الذي استخدمه بطرس يوم البستان الحزين، وبين السيف الذي استخدمه يوم الخمسين ( أع 2: 40 ،41) الأول صوّبه لنفس واحدة يبغي قتلها، أما الثاني فقد صوّبه لثلاثة آلاف نفس نالوا الحياة، السيف الحديدي بالكاد قطع أذن عبد، أما سيف الروح الذي هو كلمة الله فقد فتح الآذان الصماء وكذا القلوب الغلفاء.

آه .. كم مرة نستخدم السيف الأول، فتتعثر النفوس ونحرمها من سماع الكلمة الحية الفعّالة.

يا ليتنا نضع السيف في غمده والجسد على صليبه، فالكأس ليست من يد ملخس، ولا من يد سيده إبليس، بل من الآب.

فيا للحقيقة!

ياربُ سُدْ أنت على شُعُوري وعواطفي
وَلتنظرَنْ عَينِي إليْكْ في أحرجِ المواقف
ياربُّ حَوِّلْ نَظَري عن كل مَنظرٍ هُنا
فكلُّ مَنظرٍ سواكْ فيهِ المرارُ والعَنا

صفوت تادرس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net