الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 26 فبراير 2002 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
في مواجهة الموت
لذلك فرح قلبي، وابتهجت روحي. جسدي أيضاً يسكن مطمئناً. لأنك لن تترك نفسي في الهاوية. لن تدع تقيك يرى فساداً. تعرفني سبيل الحياة. أمامك شبع سرور. في يمينك نعم إلى الأبد ( مز 16: 9 -11)
المزمور السادس عشر، وعنوانه مذهبة لداود، أي له قيمة الذهب كما يعتقد البعض، يتكون من 11 آية. وهو مزمور جميل إذ يحدثنا في أعداده الثمانية الأولى عن الإيمان الحاضر، وفي أعداده الثلاثة الأخيرة عن الرجاء المستقبل!

والارتباط وثيق بين هذه الحياة وما بعدها. وبلعام الذي عاش عيشة الأشرار لم ينل ما تمناه أن يموت موت الأبرار، بينما الرسول بولس الذي استطاع أن يقول: «لي الحياة هي المسيح»، أمكنه أن يضيف «والموت هو ربح».

ولأن المسيح كان هو التقي الفريد، فقد كان هو أيضاً الواثق الفريد، إذ «في مخافة الرب ثقة شديدة» ( أم 14: 26 )، ولأنه جعل الرب أمامه في كل حين، لذلك فرح قلبه وابتهجت روحه، وعلم أن جسده سيسكن على رجاء. وحقاً أن من كانت هذه حياته، بوسعه أن يكون مطمئناً سواء في مواجهة الحياة، أو في مواجهة الموت.

وإن كانت هذه الآيات ترينا بهجة المسيح وطمأنينته وهو يواجه ملك الأهوال، أعني به الموت. فنحن أيضاً بوسعنا على حساب مَنْ انتصر على الموت، وقام ناقضاً أوجاع الموت ( أع 2: 24 ) أن نعتبر الموت ربحاً ( في 1: 21 ).

وليس من يرقد من المؤمنين هو فقط الذي يواجه الموت بثقة، بل أيضاً أحباؤه المؤمنون، إذ لا يحزنون كالباقين. ونحن اليوم عندما ندفن أحباءنا نوقن أنه سيتبع ذلك قيامة.

إن أول عملية دفن ذُكرت في الكتاب كانت في مغارة المكفيلة والتي معناها "بوابتان" أو "فتحتان" وكأن هناك باباً للدخول وآخر للخروج.

فالمؤمنون الذين يؤمنون بقيامة الأموات، يعلمون عن يقين أن من ندفنهم في ظلمة القبر لن يظلوا هناك بلا نهاية، بل لا بُد أن تسترد الوديعة، لا بُد أن تقوم الأجساد. وموقفنا اليوم بعد موت المسيح وقيامته، هو أفضل جداً من موقف مؤمني العهد القديم، فلقد أبطل الله الموت وأنار لنا الحياة والخلود بواسطة الإنجيل ( 2تي 1: 10 ).

ثم يشير المرنم إلى سبيل الحياة في ع 11. وما هو سبيل الحياة؟ لقد نلنا الحياة من لحظة الإيمان «الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية» ( يو 36: 3 )، لكن الحياة في غمرها وفي ملء أفراحها وفي حقيقتها هي الوجود مع المسيح. وهو ما سنتمتع به عن قريب.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net