الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 30 مارس 2002 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ميراث كنعان
قالوا .. فلتعطَ هذه الأرض لعبيدك مُلكاً ولا تُعبّرنا الأردن... وقالوا نبني صير غنم لمواشينا ههنا ومدناً لأطفالنا(عدد32: 5،16)
رفع السبطان والنصف عيونهم كما رفعها لوط من قبلهم فرأوا أرضاً "وإذا المكان مكان مواشٍ". ولكن كان هذا المكان عبر الأردن في البرية، ويا للأسف فقد فضّلوا المنفعة الوقتية على دعوة الله لكنعان. لقد زادت مقتنياتهم الأرضية، كما كان لهم ماشية كثيرة العدد؛ لذا فكّروا في أن تلك الأرض تناسبهم كل المناسبة، ووجدوا أنه لا فائدة تُجنى من عبور الأردن، ولذا لم يتمتعوا بكمال دعوة الله. ولو أنهم من الناحية الأخرى لم يفكروا مُطلقاً في رفض نصيبهم كإسرائيليين، كما لم يقوموا بحركة عصيان أو ثورة، بل الواقع أن ماشيتهم قادتهم للبحث عما يوافقها فبقوا في البرية.

وكم من مسيحيين قد فشلوا في امتلاك ما لهم في السماويات ـ وكالسبطين والنصف ـ قنعوا بأن يعرفوا أنهم مُخلَّصون وقد حطوا رحالهم في ظروفهم المناسبة.

وفي يشوع22 نجد ما تبع موقف السبطين والنصف "وبنى بنو رأوبين وبنو جاد ونصف سبط منسى هناك مذبحاً على الأردن مذبحاً عظيم المنظر" ( يش 22: 10 ). لم يكن هذا المذبح مذبح الرب؛ فقد كانوا بعيدين عن الخيمة التي داخلها تابوت الشهادة والغطاء الذي كان الرب عنده يجتمع مع الإنسان ( خر 25: 22 ).

فلا مذبح مهما كان عظيم المنظر يعوّض عن هذه الخسارة. فلا ذبائح مُحرقة أو ذبائح سلامة تُقدم على مذبحهم هذا. وكل الغرض كان النظر إليه فقط خوفاً من أن يحيد بنوهم عن مخافة الرب.

ومن هنا نرى الخوف الذي استولى عليهم بسبب رغبتهم في البقاء عبر الأردن، فقد كانوا يخشون أن يُحرموا من البركات المشتركة. ونحن لا يمكن أن نحيد عن طريقة الطاعة إلا وتكون النتيجة خسارة روحية. وكم من أشخاص لهم مكانهم ونصيبهم بين جماعة الرب ومع ذلك فهم غير مستعدين أن يمتلكوا ما لهم في السماويات، فقد حطوا رحالهم في الظروف المناسبة في الجانب الخطأ من الأردن وهم لا يعرفون إلا القليل عن موتهم وقيامتهم مع المسيح، ولا يطلبون ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله. وهم أيضاً قد قنعوا بأن يجعلوا مسيحيتهم في العالم الديني حيث عادة "المذبح العظيم المنظر". قد فشلوا في الوصول إلى دعوتهم السماوية ولم يتجاوزوا الحدود الأرضية. ويا للخسارة!!

ف.ج. باترسون
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net