الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 3 مايو 2002 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
على رأس التلة
فقال موسى ليشوع انتخب لنا رجالاً واخرج حارب عماليق. وغداً أقف أنا على رأس التلة وعصا الله في يدي ( خر 17: 9 )
تقدم يشوع الرجال المنتخبين للحرب؛ فيشوع يمثل المسيح قائداً للمفديين في جهاد البرية، ما أعظم هذه التعزية، إن كان الشيطان يقود قواته ليكتسح بها شعب الله، فإن المسيح من جهة أخرى يقود هذا الشعب المختار لمقابلة هذا العدو. فالمعركة إذاً معركة الرب، والنصر حليفه ولا شك. إننا إذا أيقنا بأن الرب هو قائدنا تطمئن نفوسنا في أشد الأوقات ظلاماً وأكثرها خطراً، كما أن ذلك يجعلنا نغض الطرف عن البشر ولا نعتمد إلا على الرب وحده، لا بل يمتد بنا إلى أكثر من هذا إذ يجعلنا لا نخشى نشاط واجتهاد وحكمة البشر في رسم الخطط والتدابير ضدنا، وننظر إلى الرب قائدنا للخلاص.

وهناك شيء آخر أنه إن كان يشوع قد قاد الجنود في البرية، فإن موسى وهارون وحور صعدوا على رأس التلة، والحرب المشتبكة أسفلهم كانت متوقفة على رفع يدي موسى إلى أعلى، فموسى هنا يمثل المسيح في الأعالي كالشفيع، فبينما يقود المسيح شعبه على الأرض بقوة الروح يشفع فيهم أيضاً أمام الله، وبذا يذخر لهم الرحمة والنعمة عوناً في حينه، إذ لا قوة لهم للحرب إلا بواسطة شفاعته الكهنوتية، كما أن نشاط الروح في قيادتهم إنما يتعلق بهذه الشفاعة ( رو 8: 34 ـ37).

ولكن لا يمكن أن يكون إنسان واحد رمزاً كاملاً للمسيح. كانت يدا موسى ثقيلتين ولذلك دعمهما هارون وحور، هذا يزيد شفاعة المسيح إيضاحاً. إن هارون يمثل الكهنوت، وحور ـ بحسب معنى الاسم ـ يمثل النور والطهارة، فجميعهم معاً يمثلون شفاعة المسيح الكهنوتية القائمة على القداسة أمام الله. ولهذا فهي شفاعة دائمة التأثير والعمل لأنها مبنية على صفات المسيح الأبدية. ويجب أن نلاحظ هذا جيداً، إن المعركة أسفل التلة لم تكن لتتوقف على قوة المحاربين حتى وإن كانوا منتخبين، ولكن على كمال الشفاعة، لأنه عندما كان موسى يرفع يده يغلب إسرائيل وعندما يخفضها يغلب عماليق. من هنا نرى ضرورة الاعتماد على الله.

بعيداً عن هذا قد نكون على استعداد للحرب ولكن الانكسار لا بد وأن يكون نصيبنا، ولكن باعتمادنا على الله وشفاعة المسيح في الأعالي وعمل الروح القدس كالقائد لنا على الأرض لا بد وأن "يعظم انتصارنا بالذي أحبنا".

إدوارد دينيت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net