الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 4 سبتمبر 2002 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
القضاء الإلهي على الإنسان الساقط
ثلاثة لا تشبع. أربعة لا تقول كفا: الهاوية والرحم العقيم وأرض لا تشبع ماء والنار لا تقول كفا ( أم 30: 15 ،16)
هذه الرباعية تُظهر لنا حالة الإنسان الساقط تحت القضاء الإلهي في أربع صور:

(1) الهاوية: الهاوية هي العالم غير المنظور الذي تذهب إليه وباستمرار وبغير انقطاع أرواح الأموات. وهي الحالة غير المرئية للنفس والروح بعد انفصالهما عن الجسد بالموت. والموت الذي هو ملك الأهوال ( أي 18: 14 ) يأخذ ضحاياه واحداً بعد الآخر دون توقف وبلا كلل.

(2) الرحم العقيم: الرحم العقيم يمثل حاجة الإنسان للولادة الجديدة، لأن المولود من الجسد ـ أي من الرحم الطبيعي ـ جسد هو ( يو 3: 6 ) ـ أي غير قادر على إنتاج ثمر البر ( يع 3: 18 ) وثمر الروح ( غل 5: 22 ) وثمر النور ( أف 5: 9 ـ ترجمة داربي).

وهنا نجد درساً روحياً هاماً، وهو أنه إذا كانت كل امرأة تشتاق إلى إنجاب الأطفال، ولا ترضى بغير ذلك، فهكذا لا يمكن للإنسان أن يشعر برضا حقيقي إن لم يُثمر لله، ولا يمكن أن يأتي الإنسان بثمر إن لم يخضع القلب لعمل الروح القدس. ويا لها من صورة تعبِّر عن التشوق والقلق والحنين الذي لا يستقر، المغروس في الإنسان، فإن العالم بكل ما يحتويه لا يكفي لإشباعه. قال القديس أغسطينوس: "يا رب لقد صنعتنا لذاتك وخلقتنا لمجدك، وقلوبنا لن تجد لها مقراً حتى تستريح فيك".

(3) أرض لا تشبع ماء: فبسبب دخول الخطية باتت الأرض تحت اللعنة، تنبت شوكاً وحسكاً، ليس فقط حرفياً، بل روحياً وأدبياً أيضاً. وبالرغم من التبشير المُتاح وتعدد الوسائل الكرازية ـ أي زيادة ماء الكلمة في العالم، إلا أن معدلات الإثم والإرتداد في تزايد مضطرد. والكتابات النبوية تكلمنا أن الأرض ستزداد يبوستها بعد ارتفاع "ما يحجز ... والذي يحجز" ـ أي الكنيسة والروح القدس ( 2تس 2: 6 ،7) وحينئذ ستذبل الأرض بالعطش لاستماع كلمة الله ( عا 8: 11 -13).

(4) النار لا تقول كفا: إن الإنسان الذي يرفض كلمة الله الحية يصبح مثل الغصن اليابس، وسوف يكون وقوداً لنار الدينونة الإلهية الأبدية (يه7؛ عب6: 7؛ 2بط3: 7؛ رؤ21: 8) وما أصعب الكلمات التي توصف بها جهنم "حيث دودهم لا يموت والنار لا تُطفأ".

عزيزي القارئ، ما أحكمك لو بادرت إلى الهروب من الغضب الآتي!

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net