الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 2 أكتوبر 2003 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
برسيس المحبوبة
سلموا على تريفينا وتريفوسا التاعبتين في الرب. سلموا على برسيس المحبوبة التي تعبت كثيراً في الرب ( رو 16: 12 )
لنلاحظ الترتيب الجميل الوارد في رومية16: 12 إذ لم يضع الرسول الأخوات الثلاث في قائمة واحدة ويقول "تريفينا وتريفوسا وبرسيس اللواتي تعبن في الرب" والسبب واضح وهو أن الاثنتين الأوليتين قد تعبتا، أما الثالثة فقد تعبت كثيراً. فكل أخ أو أخت قد وُضع في مركزه الخاص بحسب خدمته وأعماله ودرجة تعبه.

ولقد قيل عن تريفينا وتريفوسا: "تاعبتين" ـ أي مستمرتين في التعب، لكن يُقال عن برسيس إنها "تعبت كثيراً" فيظهر أنها وصلت إلى درجة الضعف، لذلك يتكلم الرسول عن خدمتها الماضية، ويصفها بأنها "محبوبة"؛ أي محبوبة للجميع، للرب وللقديسين وللرسول، ويتجاسر أن يصفها هكذا لأنها كانت متقدمة في السن.

ونلاحظ أن الرسول لا يقول عن برسيس إنها تعبت لأجل الرب (وإن كان هذا صحيحاً) ولكن "في الرب". فإذا كانت العبارة "في المسيح" تنم عن مركزنا، فإن العبارة "في الرب" تنم عن سلوكنا. فمقامنا هو "في المسيح"، ولكن سلوكنا هو "في الرب".

"في الرب" هذه العبارة تعني أن يكون المؤمن مطيعاً للرب طاعة الإيمان والمحبة وبحسب إرادته المُعلنة في كلمته. كما يُفهم منها أيضاً "في محضر الرب" فعلى المؤمن أن يقوم بكل أعماله تحت نظر الله متذكراً أن عيني الرب تجولان في كل الأرض وتنظران الشر والخير. كما يُقصد بها "في قوة الرب" الذي يعين أولئك الذين يطيعونه على القيام بكل ما يريدونه لمجد الله بقوة فوق طاقتهم، القوة التي تعمل في أولئك الذين يؤمنون. فأعمالنا يجب ألا تكون بدوافع نشاط الجسد والذات (التي تعكر صفو الاجتماعات)، بل بالقوة التي يمدنا بها الرب.

وبالنسبة لنا كمؤمنين، يا ليتنا نتمثل بهذه الصفة المباركة "التعب في الرب" عالمين أن التعب في الرب ليس باطلاً ( 1كو 15: 58 )، ويا ليتنا نتعب ونعضد الضعفاء ( أع 20: 35 )، ويا ليتنا نتعب غير مُبالين بالتعيير ( 1تي 4: 10 ) عالمين أن في كل تعب (لأجل الرب) منفعة ( أم 14: 23 )، حتى كأس ماء بارد لا يضيع أجره.

ولا يغيب عن بالنا أن الأجرة لا تُعطى للخادم بنسبة نجاحه ونتيجة عمله، ولكن "كل واحد سيأخذ أجرته بحسب تعبه" ( 1كو 3: 8 ) بل إن الرب نفسه يكون فضة أتعاب لنا ( أي 22: 25 ).

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net