الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 27 فبراير 2003 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
انتصار الضعفاء
الأجنة قد دنت إلى المولد ولا قوة للولادة ( 2مل 19: 3 )
هل يمكن لقائل هذه العبارة التي يعبِّر بها قائلها عن ضعفه الكامل وعجزه الكُلي، أن يكون له من الإيمان ما يحقق به المعجزات؟ نعم. فهذا هو قول حزقيا ملك يهوذا عندما حوصرت مملكته بجيش عظيم جرّار اجتاح بلاد الأمم طولاً وعرضاً مُخضعاً إياها مُذلاً ملوكها. لقد استطاع هذا المسكين أن يحقق على ذلك الجيش نصراً عظيماً كاملاً.

كيف حدث ذلك وما هي وسيلته للغلبة والانتصار؟

إنه طريق الإيمان وليس غيره طريق. لأنه على الرب إله إسرائيل اتكل ( 2مل 18: 5 ). فيا له من إيمان ويا لها من ثقة! فيا رب الجنود طوبى للإنسان المتكل عليك ( مز 84: 12 ). لقد ظهر إيمان هذا الرجل من ناحيتين كفلا له الغلبة والانتصار.

أولاً: عدم اتكاله على ذراع البشر.

ثانياً: ارتماؤه بين يدي الرب.

أولاً: إن آحاز الملك أبو الملك حزقيا عندما حاصر مملكته ملكي أرام وإسرائيل، استنجد بملك أشور الوثني مقدماً له هدية سخية لكي يخلصه من ملك أرام وملك إسرائيل، فاستنجد بذراع البشر وليس ذراع الله. فقد يتخذ البعض من أولاد الله من ذراع البشر درعاً لحمايتهم وذراعاً لتخليصهم أو أداة لتحقيق أغراضهم حتى لو كان الثمن باهظاً، أما حزقيا فلم يستند على ذراع البشر بل على الرب إلهه اتكل. فقد رجّح إيمان حزقيا كفة الرب فوق كل إمكانيات البشر مُجتمعة، فيا له من إيمان عظيم!

ثانياً: في بيت الرب جلس حزقيا ممزق الثياب لابساً المسوح، ليس طارحاً شكواه فقط، بل طارحاً نفسه قدام الرب. فها هو الضعف بين يدي القوة، والعجز بين يدي القدرة. ففي هذا المشهد العجيب كان حزقيا أقوى بما لا يُقاس من ملك أشور ومن كل جيشه العظيم الذي يضرب حصاراً في الخارج حول سور أورشليم.

كيف؟ لأنه كان ساقطاً بين يدي الرب، فقد أنقذ المسكين ممن هو أقوى منه ( مز 35: 10 ). إنه الإيمان الذي حقق نصراً عظيماً كاملاً. لقد اندحرت جيوش العدو تجر أزيال الهزيمة والعار، بينما خلَّص الرب عبده المسكين.

جوزيف وسلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net