الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 1 مايو 2003 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
رفقة المصلية
وصلى إسحاق إلى الرب لأجل امرأته لأنها كانت عاقراً. فاستجاب له الرب، فحبلت رفقة امرأته. وتزاحم الولدان في بطنها... فمضت لتسأل الرب ( تك 25: 21 ،22)
إن هناك فارقاً بين مؤمن يصلي، ومؤمن مُصلي. فكل مؤمن يصلي أي يمارس الصلاة، لكن ليس كل مؤمن مُصلياً، أي أن توجهه العام والدائم هو الصلاة. لا يوجد شخص نال الحياة لا يلجأ للرب وقت الاحتياج، لكن ليس كل مؤمن تعلم وتدرب على الاستناد الكامل على الله، فهذا يحتاج إلى معاملات إلهية كتلك التي تعامل بها مع عروس سفر النشيد، مدرِّباً ومدرِّجاً إياها حتى وصل بها في نهاية السفر وهي خارجة من البرية (مدرسة الصلاة) حيث توصف بالقول "مَنْ هذه الطالعة من البرية مُستندة على حبيبها" ( نش 8: 5 ).

ورفقة؛ هذه الفتاة المؤمنة والتي صدَّقت الأخبار السارة الآتية لها من أرض بعيدة، وقبلت الدعوة بالانفصال عن وطنها وأهلها وبيت أبيها، لتذهب وترتبط بإسحاق. هذه الفتاة الرائعة شكلاً، كانت أيضاً تتمتع بعزيمة قوية في الشخصية لا تتوفر أحياناً في معظم الرجال. لقد ورثت قوة الشخصية عن أمها ( تك 24: 28 ،55) وتفوقت بها بعد ذلك على زوجها ( تك 27: 8 ، 13، 43-46؛ 28: 1-5). كانت قادرة على اتخاذ أصعب القرارات ( تك 24: 58 )، وعلى استعداد أن تتحمل أصعب النتائج لِما تتخذه من قرارات ( تك 27: 13 ).

هذه القوة في شخصيتها كانت هبة من هبات الله لها، إلا أنها إذ تلوثت بالكيان الفاسد، صارت قوة الشخصية لرفقة هي عكازها الذي تستند عليه عند المُلمات، فلم تشعر باحتياجها للصلاة. ولقد أرادها الرب أن تصلي وأحب أن يراها مسكينة بالروح تستند عليه، فلم يحدث. فسمح لها بعار العُقم عشرين سنة لعله يجعلها تتضع فتصلي، فلم تصلِ، بل صلى إسحاق لأجلها ( تك 25: 21 ).

لكن الرب في نعمته نجح في أن يكسرها، ليقودها إلى أعظم بركة: بركة الاتكال على الرب وطلب وجهه. فلقد سمح أن يتزاحم الولدان في بطنها! شيء عجيب لم نسمع عنه من قبل ولا من بعد، إلا أن هذا التزاحم وما نتج عنه من ضيق مُرعب، كاد يُميتها، جعلها في النهاية تمضي لتسأل الرب ( تك 25: 22 ).

وكم من مؤمنين يتكلون على قوة شخصيتهم بدلاً من الرب، فيسمح لهم الرب بظروف لا تقف أمامها أقوى الشخصيات، لكي يقودهم من خلالها إلى الصلاة. فمَنْ لم ينجح معها عار العُقم عشرين سنة، نجحت معها دقائق من تزاحم الولدين.

ماهر صموئيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net