الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 28 أغسطس 2003 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نابال وأبيجايل
وكان رجل في معون وأملاكه في الكرمل وكان الرجل عظيماً جداً ... ( 1صم 25: 2 )
نرى في هذا الفصل نابال الرجل العظيم في غناه، ولكنه الفقير في أخلاقه، الساقط في نظر عبيده، بل وفي نظر زوجته أبيجايل. ونرى تقدير كل فئة من هؤلاء لداود:

ففي نظر نابال لم يكن داود سوى عبد شارد من سيده شاول، عبد عاصي ومتمرد. أما العبيد فقد نظروا إليه نظرة أرقى، فيقول أحدهم لسيدته عن داود ورجاله: "والرجال مُحسنون إلينا جداً، فلم نؤذ، ولا فُقد منا شيء كل أيام ترددنا معهم ونحن في الحقل" فهم يعترفون بالفضل لداود ورجاله.

لكن أبيجايل تسامت نظرتها فوق مستوى نظرتهم إذ كان داود في نظرها الملك الممسوح العتيد أن يصير رئيساً لإسرائيل. وعلى هذا الاعتبار خاطبته وهي ساجدة طالبة منه أن يشمل زوجها بعفوه قائلة: "عليَّ أنا يا سيدي هذا الذنب ... اصفح عن ذنب أمتك". وهنا نرى سموّها الروحي إذ أخذت مركز رجلها الأثيم واعترفت بخطيته كأنها خطيتها الشخصية. أما شاول فلم يكن في نظرها سوى رجل عادي.

وبينما كان شاول يقول عن داود "ابن الموت هو" كانت أبيجايل تقول: "ولكن نفس سيدي لتكن محزومة في حُزمة الحياة مع الرب إلهك" فأي يد تمتد عليه لا بد من قطعها. ثم تنبأت عن مصير أعدائه "أما نفس أعدائك فليُرْم بها كما من وسط كفة المقلاع".

فمن أين لأبيجايل هذه الحكمة كلها؟ هل من معاشرة نابال؟ كلا، بل هو فهم أُعطى لها من قِبَل الله، وما أحوجنا أن نتعلم من الله! لذلك قال بولس لتيموثاوس: "فليُعطك الرب فهماً في كل شيء" ( 2تي 2: 7 ). وهكذا أنقذت داود بحكمتها من فعل الشر. ونلاحظ أن هذه الحادثة وقعت بعد عفو داود عن شاول. لقد أشفق الرب على داود لئلا يتلطخ ضميره، وهذه رحمة منه. لكن لماذا رحمه؟ لأنه سبق ورحم شاول "بالكيل الذي به تكيلون يُكال لكم" ( مت 7: 2 ). ويقول الرسول يعقوب: "الحكم هو بلا رحمة لمن لم يفعل رحمة" ( يع 2: 13 ). فالرب رحم داود ولكنه انتقم له أيضاً من نابال.

ثم نرى في اقتران أبيجايل بداود في زمان رفضه ثم اشتراكها معه في مُلكه ومجده، ما سيتم معنا. لأننا ما دمنا اقترنا بالمسيح، فنحن شركاءه الآن في رفضه وقريباً في مجده "صادقة هي الكلمة ... إن كنا نصبر فسنملك أيضاً معه" ( 2تي 2: 11 ،12).

أبادير أبو الخير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net