الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 26 سبتمبر 2003 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كنز في أوانٍ خزفية
جلس (إيليا) تحت رتمة وطلب الموت لنفسه وقال قد كفى الآن يارب خُذ نفسي ( 1مل 19: 4 )
ما هذا الكنز؟ إنه "إنارة معرفة مجد الله" ( 2كو 4: 6 ). ولكن لماذا يوضع هذا الكنز الثمين في أوانِ خزفية زهيدة القيمة؟ لكي لا نفكر في الإناء أكثر من تفكيرنا في الكنز الذي بداخله. من الممكن أن يفكر الشخص في جودة غلاف كتاب أكثر من تفكيره في الحق الذي يحويه هذا الكتاب. إن الله يحب أن يرى أجمل وردة في أوانِ بسيطة وعادية جداً، ويحب أن يضع جواهره في وعاء زهيد القيمة بسيط المنظر، وكثيراً ما يجعل نور مجده يشع من مصابيح لا تستلفت النظر. ولِمَ هذا؟ حتى لا يطغي على الكنز جمال مظهر الإناء الذي يحويه، وحتى لا يُضعف من قوة الحق، المركز الاجتماعي للشخص الذي يُعلنه، أي حتى لا يضيع ما هو إلهي بسبب تداخل ما هو بشري، نعم "ليكون فضل القوة لله لا منا".

ويضع الرب كنزه في أوانِ خزفية عندما يمسح بالروح القدس ما يُرى أمام الناس كلاماً بسيطاً، كلام جهالة. يمكن أن نرى إناء من ذهب الفصاحة ولكنه لا يحوي كنزاً ولا تعمل قوة الروح القدس فيه. قد تكون الفصاحة كالطبل الأجوف، بينما يكون اللسان المتلعثم مُحملاً ببركات الله. أنا لا أريد أن أقلل من قيمة العلم الزمني لأن الله أحياناً يُعلن حقائقه السامية بواسطة لسان فصيح. ولكني أريد أن أوجه الالتفات إلى خطر جذب الإناء الذهبي الالتفات إلى ذاته عوضاً عن أن يتحول النظر إلى الكنز نفسه. فقد تشير الفصاحة إلى ذاتها، بينما "الكلام الحقير" قد يشير إلى الله. قد يتحول النظر إلى المتكلم بسبب لغته الفُصحى وطلاقة لسانه عوضاً عن السيد، لهذا يختار الرب الشخص البسيط أو الأُمي الذي يشير بأصبعه إلى الملك.

ويضع الرب كنزه في أوانِ خزفية عندما يضع قوته ونعمته في أجساد مشوهة وضعيفة. لقد ازدُري بالرسول لأن حضور الجسد كان ضعيفاً ( 2كو 10: 10 ) ولم يكن هذا غريباً لأنه صدر من شعب له شُهرة رياضية. إن الله أرسل إلى اليونان يهودياً لا جمال له، فقد وضع الكنز في إناء خزفي مُحتقر ما أقربه من الكسر. وكم من مرة يشع نور مجد الله بقوة خلال أضعف أفراد العائلة صحياً.

إن الرب يحب أن يستعمل الأشياء الضعيفة والأواني المُحتقرة، يحب أن يضع كنوز نعمته في الجهلاء والضعفاء.

إدوارد دينيت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net