الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 3 سبتمبر 2003 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مَلخُس وأذنه المقطوعة!
وضرب واحد منهم عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه اليُمنى. فأجاب يسوع وقال دَعوا إليَّ هذا. ولمس أُذنه وأبرأها ( لو 22: 50 ،51)
وكان اسم العبد ملخس ( يو 18: 10 )
المرجّح جداً أن مَلخُس هذا كان في مقدمة الرَكب الكبير الذي أتى للقبض على الرب يسوع، حتى أن بطرس بدأ به لكونه أبرز تلك الجماعة وأوقحهم. لكن رغم ذلك العداء فقد كانت محبة المسيح أقوى. وكم من أشخاص أظهروا العداء للمسيح من كل قلوبهم، لكنه ـ تبارك اسمه ـ مدّ يده وشفاهم.

يقول الرب في نبوة هوشع "لم يعرفوا أني شفيتهم! كنت أجذبهم بحبال البشر بربُط المحبة، وكنت لهم كمن يرفع النير عن أعناقهم" ( هو 11: 3 ،4). تُرى هل عرف مَلخُس الرب الذي شفاه؟ وهل تجاوب مع تلك اليد التي امتدت نحوه بالبركة؟ أيمكن أن يكون مَلخُس قد آمن بالرب؟ نعم. ونحن لا نستبعد أن هذا العبد آمن فعلاً وخلص، ودليلنا على ذلك أن يوحنا اهتم بذكر اسمه لنا. ونحن نتذكر أن في قصة الغني ولعازر التي سجلها لوقا البشير (لوقا16) لم يهتم الكتاب بتسجيل اسم الرجل الغني لأنه غير مؤمن. بينما ذكر لنا اسم لعازر المؤمن رغم أنه مسكين، مُصاب بالبلايا، ومضروب بالقروح.

والآن عزيزي القارئ، ماذا بالنسبة لك أنت؟ هل تعتبر أن حالتك أفضل بكثير من مَلخُس هذا؟ وأنك على أي حال أفضل من الكثيرين الذين تعرفهم إذا قارنت نفسك بهم؟ وهل تعتقد أن الله عنده في النهاية رحمة لمواجهة حالتك؟ فلا داعي مُطلقاً للانزعاج!

عزيزي. الله فعلاً عنده رحمة ما أوسعها، وهو مستعد أن يغدقها عليك، إن أنت أتيت إليه بالتوبة والإيمان. مكتوب "ليترك الشرير طريقه، ورجل الإثم أفكاره، وليَتُب إلى الرب فيرحمه، وإلى إلهنا لأنه يكثِّر الغفران" ( إش 55: 7 ). لكن المسيح الذي هو اليوم مخلص، سيكون غداً الديان.

حذار إذاً من أن تضيع منك فرصة الخلاص الحالية بدون إيمان وبدون توبة، ولا تبقى لك سوى تلك المرثاة الأسيفة "مضى الحصاد، انتهى الصيف، ونحن لم نخلص" (إرميا8: 20). فماذا أنت فاعل بالمسيح المصلوب وبنعمته الغنية؟ إنه مستعد أن يقبلك ويغسلك من خطاياك في دمه مهما كان ماضيك، ومهما ثقلت خطاياك، إن أنت أتيت نادماً عنها مؤمناً في رحمته وكمال كفارته على الصليب لأجلك. فهل تنظر إليه الآن بالإيمان؟

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net