الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق  الجمعة 1 أكتوبر 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
النعمة والإيمان
لأنكم بالنعمة مُخلصون بالإيمان، وذلك ليس منكم. هو عطية الله ( أف 2: 8 )
إن النعمة والإيمان هما وجهان لعُملة واحدة، فنحن لا نجد النعمة إلا ووجدنا الإيمان مرتبطاً بها. فالنعمة تَهب الإيمان، والإيمان هو اليدان اللتان تمتدا لتغرفا أيضاً من غنى النعمة، التي لا تَهب الإيمان فقط، بل تشدده وقت التجربة والضعف، أخيراً تكافئ ذلك الإيمان الذي سبق ووهبته وشجعته.

لقد كتب الرسول بولس للمؤمنين في أفسس "لأنكم بالنعمة مُخلصون" ( أف 2: 8 ). فالنعمة هي التعبير العملي لطبيعة الله التي هي محبة، والتي اتجهت إلينا لتخلصنا على الرغم من فسادنا وعدم استحقاقنا. فالله يعمل بتلك النعمة في أنفسنا، بالاستقلال عن أنفسنا، لحساب مجده. لكن كيف ننال هذا الخلاص الذي هو بالنعمة؟ يستطرد الرسول كاتباً "بالإيمان، وذلك ليس منكم هو عطية الله". فالله بالنعمة يهب الخلاص، وبذات النعمة يهب الإيمان الذي يمد يديه لينال ذلك الخلاص. وهكذا كتب الرسول بولس للمؤمنين في كورنثوس "لأن الله الذي قال أن يشرق نور من ظلمة هو الذي أشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح" ( 2كو 4: 6 )، فلولا تعامل الله بالنعمة معنا، لما وُجد الإيمان في القلب، فالنعمة تعلن للإنسان فشله وعجزه عن عمل أي شيء تجاه الله، بل إنها أيضاً تعلن عدم استحقاق الإنسان لأي شيء، لكنها في ذات الوقت تعلن قدرة الله وسلطانه المُطلق في الصلاح ومحبته النشطة، وهي بذلك تهب الإيمان الذي يثق في تلك المحبة وفي قدرتها.

وهكذا فإن الإيمان يأتي إلى القلب بسبب عمل النعمة فيه، فالإيمان هو ذلك العمل الإلهي في القلب، الذي يجعله يرى في ذلك الإله كل القدرة والسلطان والمحبة والصلاح. هو العُملة التي تذهب إلى البنك الإلهي لكي يغتني القلب من صلاح الله.

فالإيمان يعلن لي أنني لا شيء، لكن يبقى الله كل شيء ... فما أعظمه! .. والإيمان يعلن لي أنني لا أستطيع شيئاً، لكنه في ذات الوقت يقول لي: لا يستحيل على الرب شيء، فهو قدير .. فما أقواه! بل إن الإيمان يعلن لي فقري الشديد، ولكن يؤكد لي أن الله مصدر الصلاح والعطاء .. فما أجوده!

عزت نظير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net