الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 20 أكتوبر 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أ نكره الحياة أم نحبها ؟
وأما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل ( يو 10: 10 )
إن المسيح ـ في الوقت الحاضر ـ يقدم لكل مَنْ يؤمن به بركات روحية عظيمة يتمتع بها في الحياة:

أولاً: يقول المسيح "وأما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل". جاء المسيح ليقدم نوعاً مختلفاً من الحياة؛ الحياة الأبدية. إنها حياة الله نفسه، حياة روحية يمتلكها كل مؤمن، وبها يمكنه أن يعرف الله ويتمتع بالشركة معه.

هذه الحياة في قوتها وفيضانها، هي حياة غنية جداً، حياة الملء والشبع، لا النقص والجوع. وعلى قدر ما امتلأ كيان المؤمن بالمسيح، على قدر ما امتلأت حياته بالسلام والفرح والمحبة. إنها الحياة الحقيقية التي بدونها لا يمكن أن يوجد أي إدراك لقيمة الحياة.

ثانياً: "المسيح .. أَبطل الموت وأَنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل" ( 2تي 1: 10 ). فما بعد الموت، ليس مُظلماً بالنسبة للمؤمن. فالمسيح بدد كل غموض يكتنف الموت، وسلَّط الضوء على الحياة الأبدية والخلود. والرسول يهتف "لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح، ذاك أفضل جداً" ويعلن أيضاً "لأننا نعلم أنه إن نُقض بيت خيمتنا الأرضي فلنا في السماوات بناءٌ من الله، بيت غير مصنوع بيد أبدي" ( 2كو 5: 1 ).

ثالثاً: تستمد الحياة معناها وقيمتها من كون المسيح هو مركزها "لأن لي الحياة هي المسيح" ( في 1: 21 ). فالمسيح هو الدافع للحياة، هو الغرض للحياة، هو المحور الذي تدور حوله الحياة. إذا استبدلنا المسيح بالعمل والثروة والشهرة والزوجة والأولاد، فقدت الحياة طعمها وحلاوتها، بل فقدت قيمتها.

رابعاً: الحياة التي يعطيها لنا الله هي ضمن عطاياه الثمينة لنا. إنها ليست كما رآها سليمان "هو عناءٌ رديءٌ جعلها الله لبني البشر ليعنوا فيه" ( جا 1: 13 ). وأيضاً "لأن كل أيامه أحزان وعمله غم" ( جا 2: 23 ). كلا. إنها ضمن البركات الممنوحة لنا "فإن كل شيء لكم: أبولس، أم أبُلوس ... أم الحياة، أم الموت ... كل شيء لكم" ( 1كو 3: 22 ). نعم الحياة لنا .. إنها ضمن المكاسب لا الخسائر. لماذا؟ لأنها الفرصة لنشهد عن الرب ونخدمه، والمجال لنكرمه ونمجده. لذا نحن لا نبغض الحياة، على العكس نحب الحياة ونقبلها بشكر من يد الله بكل ما أعده لنا فيها ( 1بط 2: 10 ،11).

فريد زكي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net