الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 9 نوفمبر 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أفكار في معاملات الله
بالقضيب يُخبط الشونيز، والكمون بالعصا، يُدق القمح ... هذا أيضاً خرج من قِبَل رب الجنود. عجيب الرأي، عظيم الفهم ( إش 28: 27 -29)
إن الله هو الذي أعطى الفلاح حكمة للتعامل مع الحبوب على اختلاف أنواعها، مُستخدماً الآلة المناسبة طبقاً لنوع الحبوب من حيث الحجم والقوة ( إش 28: 26 ). فنجده يستخدم العصا للكمون، والقضيب للشونيز، والبكرة الخشبية للقمح. وعلى هذا القياس نرى إلهنا الصالح الحكيم يتعامل مع قديسيه طبقاً لدرايته الفائقة بشخصياتنا وطبائعنا ...إلخ.

(1) الكمون: إن تلك الحبة الرقيقة تُرينا مَنْ يحملون في نفوسهم طابع الرقة والإحساس المُرهف. تلك النوعية تتأثر سريعاً وبقوة بمعاملات الله الرقيقة التي تُشبه رقة العصا مع الكمون.

(2) الشونيز: هو نوع من النبات يُطلق على بذاره "حبة البركة". وبالقضيب يُخبط الشونيز ( إش 28: 27 ).

والرب يستخدم أحياناً قضيب الأرض الناشفة حيث الجدوبة والوحشة ( مز 65: 10 ). ففي برية يهوذا بعيداً عن رفاهية قصور الملوك، تتعلم النفس هناك، كيف تجد الخصب والري رغم الجدوبة والقيظ. وكيف تجد الشحم والدسم في الجوع والفاقة، وكيف يترنم القلب مبتهجاً في سكون البرية الرهيب. إن قضيب حكمة الله قد يأتي بك إلى برية يهوذا لأجل كل هذا، حيث هناك الرحمة أفضل من الحياة ( مز 65: 3 ).

(3) القمح: كما طرقت العصا على الكمون، والقضيب على الشونيز، دارت البكرة على حبة القمح، ويا له من دروان.

فقد دارت البكرة قديماً على يعقوب وكادت أن تزهق روحه، فصرخ قائلاً: "صار كل هذا عليَّ؟".

يا عزيزي .. قد تكون تحت وطأة متاعب نفسية، أو ألمّت بك أزمة صحية، أو تعرضت لخسائر مادية. قد يكون هناك عدم استقرار في عملك زمنياً أو في بيتك عائلياً. قد تكون تحت وطأة الإحساس بالظلم أو النفور. ربما أصبح الاحتياج والعوز طابعاً لحياتك فتقول: ما لهذه البكرة تأبى التوقف عن الدوران؟

يا عزيزي .. إن دوران البكرة يجعل حبة القمح كبريق الذهب، وهو ما ينتجه الله الحكيم فينا عندما يختفي كل ما هو من الإنسان، ويلمع كبريق الذهب كل ما هو مُودع من الله في أعماق النفس.

جوزيف وسلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net