سلموا على الذين هم من أهل أَرستوبولوس ( رو 16: 10 )
كان أرستوبولوس كما كان أهل بيته مؤمنين، إن مبدأ "أنت وأهل بيتك" لهو امتياز عظيم وبركة ثمينة. فإذا كانت مقاصد الله ورغباته هي أن يخلص جميع أهل بيت المؤمن، فالوالدان المؤمنان يستطيعان أن يعوّلا على الله في خلاصهم. هنا تعزية قوية! ومن جهة أخرى هناك مسئولية جسيمة، إذ أنا مسئول أن أقود بيتي في طريق الرب وأن أربي الأولاد لأجله، ويجب أن يشبوا في مخافة الرب وأن يروَّضوا في سُبل البر والانفصال عن العالم.
ومعنى اسم "أرستوبولوس" "أفضل مشير" أو "خير مشير". ويا لها من صفة عملية رائعة، يا ليتنا نتحلى بها "الصديق يهدي صاحبه" ( أم 12: 26 ). يشدده ويعظه أن يثبت في الرب بعزم القلب ( أع 11: 23 ) ويتقوى بالرب في حروبه الروحية "كلام الشفتين هو مشورة وبأس للحرب" ( 2مل 18: 20 ).
لكن بالمقارنة مع ذلك فالمؤمن له شركة بالرب، ذاك المكتوب عنه "عنده الحكمة والقدرة، له المشورة والفطنة" ( أي 12: 13 )، ويسكن فيه الروح القدس "روح المشورة والقوة" ( إش 11: 2 )، ولسان حاله "شهاداتك هي لذتي أهل مشورتي" ( مز 119: 24 ). والمؤمن يتأنى في أعماله منتظراً إرشاد الروح القدس "مَنْ قاس روح الرب، ومَنْ مُشيره يعلمه؟ مَنْ استشاره فأفهمه وعلَّمه في طريق الحق، وعلَّمه معرفة وعرَّفه سبيل الفهم؟" ( إش 40: 13 ،14).
بهذه المقومات يستطيع المؤمن أن يكون "خير مشير" فيشير بالسلام الذي عاقبته الفرح ( أم 12: 20 )، بل ويُخبر بمشورة الله ( أع 20: 27 ) ويخدم بها ( أع 13: 36 ).