الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 20 مارس 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كل النفائس
عند أبوابنا كل النفائس من جديدة وقديمة، ذَخَرتها لكَ يا حبيبي ( نش 7: 13 )
إنها دعوة رقيقة جميلة توجهها العروس إلى حبيبها. وكأنها بهذه الدعوة ترمي حبال محبتها لتجتذب حبيبها إلى "أبوابها". حقاً إن القلب المُحب جنة مُثمرة، وواحة ظليلة، وفردوس كله أطياب.

إن علاقتنا بالرب ليست علاقة مصالح زمنية، وشركتنا معه ليست شركة منافع مادية. أبداً أبداً. إنها علاقة محبة وشركة محبة، ويوم تضعف المحبة تضعف الشهية التي ترغب في هذه العلاقة وتضعف الحواس التي تتذوق لذة هذه الشركة وتذبل الحياة الروحية.

هل السيد ربنا ينتزع تعبدنا له انتزاعاً؟ أبداً. هل هو يشبع إذا رآنا ننحني أمامه سجوداً عن اضطرار لا عن اختيار؟ كلا. إنما التعبد الذي يشتمه عطراً، والسجود الذي يشبع به كما من شحم ودسم، هو التعبد الخالص المقدم له عن لذة في تقديمه. إنه السجود الذي يرى فيه المؤمن امتيازاً له وفخراً يعتز به، لأنه وهو تراب ورماد وجد نعمة في عيني السيد الرب.

"عند أبوابنا". هذه عبارة فيها كل معاني الترحاب الحُبي. كأنها تقول له: "ليتك تقترب". ونحن على يقين أكيد أن القلب الذي يتشبث بالرب مرحباً، لا بد أنه يكتنز للرب ثماراً نفيسة متنوعة ـ كل النفائس من جديدة وقديمة. أتظن أنك تستطيع أن تصرخ إلى الرب قائلاً: "تعال عند أبوابنا" أو "ليتك تقترب" في حين أن القلب فارغ من ثمر شهي تقدمه له؟ هذا غير ممكن. إن كنت لا تجد على لسانك كلمات الترحيب بالرب، ولا على شفتيك دعوة رقيقة له لكي يأتي، فما هذا إلا لأن القلب مُجدب من الثمار: إنك لم تذخر فيه شيئاً للرب.

هذه "النفائس" هي بلا جدال عمل الروح القدس في داخل المؤمن. إنها نفائس الخدمة التي يتمجد بها المسيح، ونفائس العبادة التي يكرم فيها المسيح، ونفائس الشهادة التي تعلن بها محبة المسيح. ولكن اقرأ معي عبارة "ذخرتها لك يا حبيبي". إنها كلها لأجل شخصه المحبوب. يكفي العروس شرفاً أن تحظى بادخار هذه النفائس وبتقديمها له. إنما هو وحده الذي ينبغي أن تقدم الخدمة له وباسمه وبسببها يتمجد ويتعظم. وكل خدمة نقوم بها ولا يتمجد فيها المسيح، وكل سجود نقدمه ولا يتعظم فيه المسيح، وكل شهادة لا تؤول إلى مدح اسمه الغالي، لا يمكن أن تكون لها أية قيمة. هي نفائس من صُنعنا ذخرناها لأنفسنا وظاهر فيها نقصنا وضعفنا.

أندرو مولر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net