الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 7 مارس 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بستان جثسيماني
نفسي حزينة جداً حتى الموت... يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس. ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت ( مت 26: 38 ،39)
اختار الرب يسوع ثلاثة من تلاميذه وطلب منهم أن يسهروا معه، عندما نتفكر في قلوبنا في هذه الواقعة المُحزنة، ألا نسمع صوت الرب الذي لا يزال يقول لنا: "اسهروا وصلّوا لئلا تدخلوا في تجربة" ( مر 14: 38 ). نحن ما كنا لنجرؤ أن ندخل في هذا الموضوع لولا أن الرب نفسه هو الذي دعانا لذلك. فلنقترب في وقار مقدس لحظة من جثسيماني الذي ذكره يملأنا بالسجود.

إن كلمة جثسيماني تعني معصرة، وهي تذكّرنا بالآم المخلص. إن الكثير من المزامير تبين لنا مشاعر الرب يسوع عندما اقترب إلى الصليب. فمزمور 18: 4 يقول: "اكتنفتني حبال الموت وسيول الهلاك أفزعتني". ويقول مزمور102: 23،24 "ضعّف في الطريق قوتي قصّر أيامي. أقول يا إلهي لا تقبضني في نصف أيامي". لقد كان الرب يسوع يعلم تماماً أن عمله سينتهي به إلى موت الصليب، ولكن دينونة الله واحتمال الغضب الإلهي على الخطية كانا سبب فزع لشخصه الكامل في تلك اللحظة.

إن تعبيرات البشير مرقس لها مغزاها العميق ( مر 14: 33 ،34)، فهو لم يخفِ شيئاً من صراعات الرب يسوع المعنوية عندما مضى في طريقه دون أن يرتد إلى الوراء ( إش 50: 5 -7). وثبات خطواته لم يمنع نفسه من أن تكون "حزينة جداً حتى الموت". لقد كان يشعر تماماً بشناعة اللحظة التي كان يستعد لاجتيازها.

ويلاحظ أن الرب كان يدهش ويكتئب فقط عند دخوله بستان جثسيماني. لقد كان مزمعاً أن يأخذ مكانه أمام الله وهو في ملء الشعور بشركته الكاملة مع الآب، وكان عليه أن يقدم له طلبة لم تكن ستلقى الاستجابة، وكان يعلم ذلك. يا لها من كآبة للخادم الكامل! إن الإرادة الكاملة للخادم الحقيقي كان يجب أن تُقيَّم بالارتباط مع إرادة الله أبيه الكاملة هي أيضاً. إنها مُعضلة أرجفت نفس الرب! كانت تلك هي الساعة حيث "سلطان الظلمة" كان يحوطه بحبال الموت وأنزل عليه سيول الهلاك!

نعم! إن هذا الاقتراب من بستان جثسيماني يتضمن المرور بألم معنوي ليس في مقدورنا أن نقيسه، ولكنه يقودنا إلى السجود.

لك وحدك أيها الخادم الكامل الإكرام والتسبيح لخضوعك الكامل لمشيئة إلهك!

عن الفرنسية
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net