الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 10 إبريل 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يسوع في بيت عنيا
فصنعوا له هناك عشاءً. وكانت مرثا تخدم، وأما لعازر فكان أحد المتكئين معه. فأخذت مريم مناً من طيب .. ودهنت قدمي يسوع ( يو 12: 2 ،3)
نرى هناك الرب يسوع المسيح وسط أحبائه ـ مرثا ولعازر ومريم ـ وكل منهم عبَّر بطريقة عملية عن شكره وإكرامه للرب، فنجد:

أولاً: مرثا تخدم (ع2). والروح القدس لم يسجل عنها سوى هذه الكلمة "تخدم"، لكنها بالتأكيد كانت تخدم بأكثر محبة وبأكثر حكمة وبدون تذمر أو شكوى مثلما حدث منها قبل ذلك، حيث كانت مرتبكة في خدمة كثيرة، يظهر فيها نشاط الجسد الرديء، بادياً في كثرة الحركة وكثرة الكلام والرغبة في سماع كلمات المديح والإطراء ( لو 10: 40 ). إن مرثا هنا بحق "صائرة أحسن" كمعنى اسمها.

ثانياً: لعازر أحد المتكئين معه (ع2) وهذا هو الوضع الصحيح الذي يجب أن يكون عليه كل مؤمن. إن يوحنا الحبيب في يوحنا 13: 25 "اتكأ على صدر يسوع"، ويا لها من شركة رائعة مع هذا الشخص المجيد. ولعازر أيضاً تمتع بهذه الشركة "اتكأ معه"، وهكذا نرى أيضاً في لعازر، الذي لم ينطق بكلمة واحدة، والذي لم يتفوه بشيء عن اختياره وعن قصة إقامته من الأموات، نرى فيه شهادة المؤمن بحياته وهذا مركز كل مؤمن هنا في هذا العالم "وتكونون لي شهوداً" ( أع 1: 8 ).

ثالثاً: مريم التي "أخذت مناً من طيب ناردين خالص كثير الثمن، ودهنت قدمي يسوع، ومسحت قدميه بشعرها، فامتلأ البيت من رائحة الطيب" (ع3). وهذا يمثل إكرام الرب بالسجود والعبادة.

ونلاحظ أن الروح القدس تكلم بكلمة واحدة عن مرثا الخادمة، وأسهب قليلاً عن لعازر رجل الشركة والشهادة، لكنه أفاض في الكلام عن مريم الساجدة. أليس لنا تعليم في هذا؟ .. نعم إن الخدمة للرب عمل عظيم، وحياة الشركة والشهادة أيضاً عمل عظيم، لكن السجود والعبادة بالتأكيد أعظم "لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له" ( يو 4: 22 ). لكن السجود يحتاج إلى تضحية وبذل وعطاء وله تكلفة، فمريم تكلفت طيب ناردين خالص كثير الثمن قدّره يهوذا بثلاثمائة دينار. ودعونا ـ أيها الأحباء ـ نتذكر أول مَنْ سجد في العهد القديم، "إبراهيم" الذي كلفه السجود أن يقدم ابنه وحيده الذي يحبه إسحاق ( تك 22: 2 ،5)، وأول مَنْ سجد للرب في العهد الجديد "المجوس" الذين "فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا: ذهباً ولباناً ومُراً" ( مت 2: 11 ). أحبائي .. دعونا نكرم الرب قبل فوات الأوان.

إيليا عيسى
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net