الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 9 إبريل 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لقاء الأجداد ولقاء الأحفاد
كان في شوشن القصر رجلٌ يهودي اسمه مردخاي بن يائير بن شمعي بن قيس، رجلٌ يميني... عَظَّم الملك أحشويرش هامان بن همداثا الأجاجي ورقَّاه ( أس 2: 5 ، 3: 1)
هامان بن همداثا الأجاجي، مردخاي بن يائير بن شمعي بن قيس رجل يميني! .. تأمل في هذه الأسماء: الأجاجي، وقيس اليميني! ألا يذكّرنا هذان الاسمان بتلك الحادثة المشهورة التي حدثت قبل هذا التاريخ بحوالي ستمائة عام؟ .. ألم يلتقِ من قبل شاول بن قيس اليميني بأجاج ملك عماليق؟ (1صم15).

فلقد قال الرب لشاول بن قيس البنياميني ملك إسرائيل في ذلك الوقت: "فالآن اذهب واضرب عماليق، وحرِّموا كل ماله ولا تعفُ عنهم" ( 1صم 15: 3 ). إلا أننا ـ للأسف ـ نقرأ في العدد التاسع: "وعفا شاول والشعب عن أجاج".

لقد وقف شاول أمام أجاج في موقف قوة لا ضعف، كان منتصراً انتصاراً ساحقاً، وكان مصحوباً بسلطة إلهية كلّفته بإبادة عدوه، لكنه للأسف، في خنوع وخيبة، لم يُطِع الله. وها قد جاء وقت الحصاد.

وصحيح أن صموئيل قطع أجاج الملك بعد هذا، إلا أنه من الواضح أن نسله كان قد نجا ولم يُحرَّم. وها هو نسله قد عاد للظهور بعد مئات السنين! عاد لا ليقف خانعاً ذليلاً أمام بن قيس البنياميني، يرجو النجاة كما حدث من قبل، بل قد انقلبت الأوضاع تماماً! فها هو يقف متعجرفاً مالكاً السلطان والمال الذي يمكنه من أن يحرِّم كل إسرائيل تحريماً تاماً، لولا تدخل الله بمحبته وسلطانه.

والآن، ما هو الدرس الروحي الذي نخرج به من هذه الواقعة الغريبة؟

هناك أمور عديدة مررنا أو نمر بها، نسمع من جهتها أمر الرب لنا بأن نعمل هذا الشيء أو لا نعمل ذاك الشيء، لكننا ـ للأسف ـ في أحيان كثيرة نكون غير مقتنعين بجدوى الطاعة الكاملة والفورية لأمره. فقد نرى هذا الأمر فيه مبالغة، أو ذاك الأمر به تعسف، أو أن الرب لا يقصد ما يقوله في كتابه بالضبط! أي باختصار إننا نبرر لأنفسنا الطاعة الجزئية ... لكن دعونا نتذكر أن إلهنا إله عليم يعرف الأخير منذ البدء، ولذلك عندما يأمرنا بشيء لنفعله، علينا أن نطيع فوراً وبالتمام حتى ولو كنا غير فاهمين. فحتماً هناك بركة عظمى لنا إن أطعنا، حتى لو كنا لا نراها الآن، كما أن هناك أيضاً كارثة كبرى ستنتج من عدم طاعتنا، وهذه أيضاً قد لا نراها الآن.

ماهر صموئيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net