الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 4 يوليو 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مشاهد في جثسيماني
فلما قال لهم إني أنا هو، رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض ... فإن كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون ( يو 18: 6 ،8)
ينبر لوقا البشير على ناسوت الرب يسوع الكامل. وسرده لمأساة جثسيماني يُظهر ذلك بوضوح، فيذكر مثلاً أن عَرَق الرب يسوع صار كقطرات دم، وهذا يعطينا فكرة بعض الشيء عن شدة آلامه.

لقد اشترك الرب حقاً في اللحم والدم ( عب 2: 14 ) آخذاً حالتنا البشرية بكل ما تحتويه، ولكن دون أن يشترك في طبيعتنا الخاطئة. إن الجسم البشري له حدوده حتى بالاستقلال عن عواقب الخطية. والألم المعنوي الشديد عندما يصل إلى ذروته يمكن أن ينتج عنه عرق ملون باللون الأحمر. إنه حد تكون الحياة في خطر إذا تجاوزته، ولكن الرب قد اختبر هذا الألم.

أما البشير يوحنا فهو يبرز الصفة الإلهية للرب يسوع المسيح، فحتى نهاية خدمته كان يُستعلن كابن الله، ولهذا السبب لا تَرِد صلاة جثسيماني في إنجيله ولا قُبلة يهوذا الأثيمة.

في بستان جبل الزيتون تقدم الرب برفعة أمام مَنْ جاءوا للقبض عليه، ولكي يعطي أعداءه لمحة عن قوة كلمته سألهم: مَنْ تطلبون؟ فأجابوه: يسوع الناصري، فأجاب: أنا هو (أي أنا كائن، وهذا اسم الله الذي طبَّقه الرب على نفسه ـ يو8: 58).

إن إعلان وجوده الأزلي جعل هذا الوجود يسطع، حتى إن الرجال رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض. وكرر الرب السؤال فأجابوا بنفس الإجابة، وأجاب هو نفسه أيضاً بإجابته السابقة عينها "أنا هو"، وأمر الجند أن يَدَعوا تلاميذه يذهبون.

كان الرب يحتفظ بالسيطرة على الأحداث، وسلّم نفسه بإرادته بالرغم من أنه قد سمح بأن يُساق كنعجة إلى الذبح ( إش 53: 7 ).

والأناجيل الثلاثة الأولى دوّنت ضربة السيف التي قام بها بطرس، ولكن يوحنا في إنجيله أضاف إليها قول الرب: "الكأس التي أعطاني الآب ألا أشربها"؟ ( يو 18: 11 ). وبذلك أبرز الوفاق الكامل بين الآب والابن في عمل الفداء. والرب قد أكمل العمل الذي أعطاه الآب ليعمل وتم كل المكتوب المتعلق به.

يا له من موضوع أبدي للسجود!

قد كنت في الجهاد والآ لام يا ابن الله
وقد نضحت عرقاً كالدمِ في الصلاه

عن الفرنسية
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net