الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 15 أغسطس 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
القاضي المضروب
يضربون قاضي إسرائيل بقضيب على خدِّه. أما أنتِ يا بيت لحم أفراتة ... فمنكِ يخرج لي الذي يكون متسلطاً على إسرائيل، ومخارجه منذ القديم، منذ أيام الأزل ( مي 5: 1 ،2)
إن نور العهد الجديد يجعلها حقيقة واضحة أن القاضي المضروب ليس سوى ذاك الذي استطاع أن يقول: "بذلت ظهري للضاربين وخديّ للناتفين. وجهي لم أستر عن العار والبصق" ( إش 50: 6 ). هو ذاك الذي جاء إلى خاصته، لكن خاصته لم تقبله. وفي دار رئيس الكهنة "بصقوا في وجهه ولكموه، وآخرون لطموه قائلين تنبأ لنا أيها المسيح مَنْ ضربك". وفي دار الولاية الرومانية تجاسر العسكر القساة وبصقوا عليه وأخذوا القصبة وضربوه على رأسه" (مت26،27).

ولكن عنه قد أُعلن بالنبي "أما أنتِ يا بيت لحم أفراته، وأنتِ صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا (أو "وإن تكوني صغيرة بين ألوف يهوذا")، فمنكِ يخرج لي الذي يكون متسلطاً على إسرائيل، ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل" ( مي 5: 2 ). وهكذا، وفي كلمات واضحة، وقبل أن يظهر الله المتجسد على الأرض بسبعة قرون، تحدد مكان مولده تحديداً جلياً. فلمدينة داود أُعطي هذا الشرف العظيم. وكما نعلم فهذا هو النص الذي رجع إليه الكتبة وهم يفسّرون ويوضحون لهيرودس أين يولد المسيح. لقد أمسكوا بالحقيقة النبوية وفتشوا الكتب، ولكن لم يستولِ عليهم الحق، ولا هم تركوا الكتب تفتش نواياهم.

إذاً، فإلى بيت لحم قد أتى الأزلي "الله (الذي) ظهر في الجسد" وعند فراش المذود وقف الملائكة يسجدون لإلههم وإلهنا، وفي أثرهم جاءت حفنة من الرعاة، ثم موكب الحكماء من أرض قصيّة؛ الكل جاء ليقدموا سجودهم، أما إسرائيل والأمم الذين من حولهم فقد ظلوا سادرين في عدم مبالاتهم، سائرين في طرق إهمالهم. لقد صار ابن الله ابن الإنسان، لكن الإنسان بوجه عام لم يعبأ، وصار قاضي إسرائيل مرذولاً ومُحتقراً من الناس! ضُرب على خَدِّهِ! وهكذا قُطع المسيح وليس له. ومن أجل هذا حقّت الدينونة على المدينة التي حكمت عليه حكماً آثماً، وأورشليم صارت لقرون عديدة مدرسة للألم، وستظل هكذا حتى تكمل أزمنة الأمم، "إلى حينما تكون قد وَلَدَت والدةٌ، ثم ترجع بقية إخوته إلى بني إسرائيل" ( مي 5: 3 ). وإذ تبدد إسرائيل بين الشعوب، وتشتتوا في كل ممكلة، فإنهم يحملون اللعنة المُخيفة التي أنزلها شيوخهم القدامى "دمه علينا وعلى أولادنا".

هنري أيرنسايد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net