الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 25 أغسطس 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المسيح أمام هيرودس
وأما هيرودس فلما رأى يسوع فرح جداً ... وترجَّى أن يرى آية تُصنع منه. وسأله بكلام كثير فلم يُجبه بشيء... فاحتقره هيرودس مع عسكره ( لو 23: 8 -11)
كان هيرودس يطلب أن يرى يسوع ( لو 9: 9 )، وكان يريد ذلك من زمانٍ طويل "لسماعه عنه أشياء كثيرة وترجَّى أن يرى آية تُصنع منه" ( لو 23: 8 ). وبلا شك كان يعتقد أن المسيح سوف ينتهز فرصة محاكمته أمامه ويستعرض أمامه قدرته ويزيد من دهشته وإعجابه.

وتكلم هيرودس مع يسوع المسيح، وسأله عدة أسئلة، ولعله نسي تماماً الغرض الذي من أجله أرسله إليه بيلاطس، وراح يتكلم عن أمور كثيرة ولعلها أمور تتصل بالتدين والديانة، وما أكثر كلام أولئك الذين هم بلا دين عن الأمور الدينية. وما أكثر الذين يحبون أن يسمعوا وعاظاً ويكرهون أن يسمعوا كلمة الوعظ. ولن تجد لساناً أفصح وأبلغ من لسان الأدعياء المُرائين.

وفرغ هيرودس من كلامه، وانتظر ماذا يقول المسيح وظل ينتظر، ولم يُجبه المسيح بكلمة واحدة.

لقد أُرسل المسيح إلى هيرودس لكي يُحاكم، ولكن هيرودس لم ينظر القضية، وكانت هذه فرصة سانحة أمام المسيح لكي يخرج حراً. كان يمكنه أن يصنع معجزة يُشبع بها لهفة هيرودس ويخرج من أمامه مُحملاً بالهدايا موفور السلامة من ظلم اليهود. لكن يسوع المسيح لم يفعل قط معجزة واحدة لأجل مصلحته الشخصية. ولم يكن معقولاً على الإطلاق أن يُجيب رغبة هيرودس. لقد كان المسيح يعرف جيداً مقدار اهتمام هيرودس بالأمور الدينية وأنه اهتمام ظاهري، وأنه يتكلم عن الروحيات بشفاه نجسة، لذلك لم يُجب على كل ما قاله هيرودس بكلمة واحدة. وأيضاً لا يُجيب على أمثال هيرودس وإنهم لكثيرون، هؤلاء الذين يكرهون الاختلاء بأنفسهم لكي لا تنكشف لهم مآسي شرورهم.

ولعل قارئاً يقول إن المسيح كان يجب أن يتكلم وأن لا يدع الفرصة تمر دون أن يحرك ضمير هيرودس ليوقظه ويبصّره بطريق الحياة ويفتح عينيه على خطاياه. ونحن نقول إن صمت يسوع المسيح كان أبلغ من الكلام. ولو أن بقية من ضمير بقيت عند هيرودس لتحرك هذا الضمير من تلك النظرات الفاحصة ومن ذلك الجلال المهيب. إن يسوع المسيح بقى صامتاً لكي يترك صوت المعمدان القتيل يجلجل في تلك القاعة قائلاً: "لا يحل أن تكون لك امرأة أخيك".

جيمس ستوكر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net