الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 31 أغسطس 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حياة الإيمان
فما أحياه الآن في الجسد، فإنما أحياه في الإيمان، إيمان ابن الله، الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي ( غل 2: 20 )
لنتذكر جيداً أن ربنا المبارك كما كان يُسرّ في أيام جسده وقت أن كان هنا بين الناس، هكذا الحال تماماً في وقتنا الحاضر، يوّد أن نثق فيه من كل القلب وأن نعطيه الفرصة بإيماننا ليعمل فينا وأن نطلب منه بلا وجل. ومهما طلبنا منه فلا نغالي، وذلك لأن قلبه المُحب ويده الرفيعة فيهما الضمان الكافي لإجابة الطلب. فلا شاردة صغيرة تفوته، ولا واردة عظيمة تستعصي عليه. فهو المنفرد بكامل قوات السماوات والأرض، وهو رأس فوق كل شيء للكنيسة. القابض في يده جميع العوالم، والحافظ كل الأشياء بكلمة قدرته. وإذا جاز للفلاسفة أن يتكلموا عن العناصر والنواميس الطبيعية، فالمسيحي يتفكر ويتكلم باغتباط وفرح عن المسيح ويده الطائلة وكلمته الفعالة وقدرته الفائقة، فهو الذي به جميع الأشياء قد خُلقت وبه أيضاً جميع الأشياء تقوم.

وماذا نقول عن محبته!! ويا لها من تعزية عُظمى وراحة تامة وفرح مجيد لكل مَنْ عرف وتحقق وتذكّر أن الخالق القدير وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته هو بعينه مُحب النفوس إلى الأبد، الذي أحبنا إلى المنتهى وعينه مستقرة علينا دائماً، وقلبه يحن إلينا كل حين. فهو الذي تكفل بسد كل أعوازنا سواء كانت جسدية أو عقلية أو روحية، وما من حاجة من حاجاتنا الكثيرة والمتنوعة، إلا وقد تذخر لنا في المسيح ما يكفي لسدها وملئها تماماً، فهو كنز السماء ومستودع بركات الله وذلك كله لأجلنا.

فما دام الأمر كذلك، لماذا تتحول قلوبنا ولو مرة واحدة لغيره؟ ولماذا نكشف قلوبنا ونحير اخوتنا المساكين عن حاجياتنا بطريقة مباشرة وغير مباشرة؟ ولماذا لا نذهب مباشرة للرب يسوع؟ هل نحن في حاجة لمن يرثي لنا ويشترك معنا في حاسياتنا؟ فمَنْ يرثي لنا نظير رئيس الكهنة العظيم الرحيم الذي تجرب في كل شيء ويستطيع أن يرثي لضعفاتنا؟ وهل نحن في حاجة لمساعدة من أي نوع كان؟ فمَنْ يستطيع أن يعيننا مثل صديقنا القدير صاحب الغنى الذي لا يُستقصى؟ وهل نحن في حاجة لمشورة وناصح أمين؟ فمَنْ يعطي النصيحة كالوحيد المبارك الذي هو حكمة الله المجسّمة والذي صار لنا من الله حكمة؟ آه يا إخوتي، يا ليتنا نجتهد حتى لا نجرح وندمي قلب المُحب ونهين اسمه المجيد بتركنا إياه والتجائنا للبشر.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net