الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 10 سبتمبر 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المسيح في بيت سمعان
وقال لسمعان... إني دخلت بيتك، وماءً لأجل رجليَّ لم تُعطِ ... قُبلة لم تقبلني ... بزيت لم تدهن رأسي ( لو 7: 44 -46)
البيت كان مكنوساً ومزيناً ولكنه ويا للأسف كان خالياً. فسمعان المُضيف كان دقيقاً في تنفيذ مطاليب الناموس لا سيما فيما يختص بمراسم الحفلات. ولكن لم تكن هناك محبة الله لا في المُضيف ولا في البيت. وكل العطايا والتضحيات التي قدمها الفريسي لن تستطيع أن تجعل هذا الرجل المتكبر مُكمّلاً من حيث الضمير. فقد أمكنه فقط أن ينظف خارج الصحفة، أما القلب الذي منه مخارج الحياة فكان مدنساً وبارداً وغير مُحب.

قَبل السيد دعوة سمعان الفريسي ودخل بيت هذا الرجل الخاطئ الذي كان يخدع نفسه بادعائه أنه ابن إبراهيم المؤمن. ومع أنه دُعِيَ ليدخل بيتاً جافاً ليست فيه محبة، إلا أنه كالسيد الصبور اللطيف لبى الدعوة. وقد علم السيد أن في دخوله البيت سوف لا يُقابل بأية إشارة من الترحيب والاحترام؛ فلا ماء للرجلين، ولا قُبلة للخدين، ولا زيت للرأس، ولكن مخلِّص البشر الوديع المتواضع لم يبقَ خارج هذا المشهد، ولكنه دخل ليقدم نفسه للإهانة والاحتقار الذي ينتظره.

ويا له من فرق بعيد بين استقبال سمعان وبين الوليمة التي عملها إبراهيم للرب عند بلوطات ممرا (تك18). كانت الوليمة التي عملها إبراهيم مقبولة عند الله لأنها كانت مقدمة بالمحبة ومزينة بالاحترام وبمخافة الرب. ونفس الشخص الذي دُعِيَ عند بلوطات ممرا، هو ذاته الذي جاء إلى بيت سمعان الفريسي الذي أظهر بحق أنه ليس ابن إبراهيم، لأن أعمال إبراهيم لم يعملها، حيث قال السيد "أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومي فرأى وفرح" ( يو 8: 56 )، ولكن سمعان لم يرَ فيه جمالاً عندما كان أمامه بالجسد، وفي قلبه احتقر ضيفه وحكم بأنه لم يكن حتى نبياً.

وبينما الفريسي يحتقر الابن، فلقد أقام الآب له على الأرض مَنْ يمجدونه حتى في زمان اتضاعه. فيا لها من حفاوة تلك التي قوبل بها في بيت سمعان الأبرص ( يو 12: 1 أم 15: 17 )، فكانت هناك القلوب المُحبّة التي هيأت له عشاء قبل الفصح بأيام قليلة ـ مرثا خدمت، لعازر رجل القيامة جلس معه، ومريم بالإيمان والمحبة دهنت رأسه وقدميه لأجل التكفين. فكان هذا البيت مُعطراً بعبيق المحبة "أكلةٌ من البقول حيث تكون المحبة، خيرٌ من ثور معلوف ومعه بُغضة" (أم15: 17).

بللت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net