الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 25 سبتمبر 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تسعة شهور صمت!!
وها أنت تكون صامتاً ولا تقدر أن تتكلم، إلى اليوم الذي يكون فيه هذا، لأنك لم تصدق كلامي الذي سيتم في وقته ( لو 1: 20 )
كم هي الفترة التي قضيناها في صمت عن الصلاة والشهادة والتسبيح؟ عن أن نكلم الرب والآخرين؟ كم زمان قضيناه في صمم لا نسمع صوته يكلمنا وحتى لا نسمع الآخرين من إخوتنا يكلموننا؟ كم هي الخسارة الناتجة لفترة هذا الصمت والصمم؟ كنا فيها لا نستعمل لغتنا المسيحية العادية من كلمة الله، بل نستعمل لغة أخرى ليست هي لغتنا. أو بمعنى آخر تصبح طريقة حديثنا مع الآخرين وحديث الآخرين معنا بطريقة الإيماءات أو الإشارات ـ تلك الطريقة المُتعبة لنا وللآخرين ـ طريقة تعلن أن هناك تشويشاً في الاتصال.

هذا ما حدث فعلاً مع زكريا الكاهن عندما ظهر له ملاك الرب عن يمين مذبح البخور قائلاً له: "لأن طلبتك قد سُمعت، وامرأتك أليصابات ستلد لك ابناً وتسميه يوحنا" ( لو 1: 13 ). لكن رّد الفعل عند زكريا كان غريباً حيث أجاب الملاك: "كيف أعلم هذا لأني أنا شيخ وامرأتي متقدمة في أيامها: ( لو 1: 18 ). وعند هذا الجواب الذي دلّ على عدم إيمان زكريا وفشله في الثقة في الرب القدير، فما كان له إلا أن يسمع ذلك الكلام الجديد على مسامعه، وكان آخر كلام يسمعه قبل فترة الصمت "وها أنت تكون صامتاً ولا تقدر أن تتكلم، إلى اليوم الذي يكون فيه هذا، لأنك لم تصدق كلامي الذي سيتم في وقته" ( لو 1: 20 ).

تسعة شهور قضاها زكريا في صمت لا يكلم أحداً، وأصم لا يسمع أحداً. وكل ذلك كان فقط بسبب عامل واحد وهو انشغال زكريا بنفسه وفشله وشيخوخته وضياع كل قوته، بدلاً من أن ينشغل بوعد الرب وأمانته، وعظائمه مع إبراهيم في زمانه.

فكل مرة تنشغل أيها المؤمن بذاتك وخرابك وضعفك وفشلك، يخرص لسانك وتُصم أذناك. هل نسيت مخلصك القدير ونسيت شفيعك، وما لك من رصيد العلاج في شخصه الأمين ـ ذاك الذي لا يستحيل عليه أمر. فارفع عينيك إلى كاهنك العظيم، وعندما تراه وتؤمن بما يفعله لأجلك، ينفك لسانك للتسبيح والتمجيد، وتُشفى الآذان مُسرعة للاستماع للمواعيد من جديد.

ميشيل نويصري
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net