الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 17 يناير 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إذا سألك ابنك
ويكون متى سألك ابنك غدًا قائلاً: ما هذا؟ تقول له: بيدٍ قوية أخرجنا الرب من مصر من بيت العبودية ( خر 13: 14 )
إن أولادنا والذين يعيشون معنا، يجب أن يروا قبل سواهم حياة المسيح فينا «أحيا لا أنا، بل المسيح يحيا فيَّ» ( غل 2: 20 ). يجب أن يروا فينا، لا أشخاصًا، بل شخص المسيح لكي «يتعظم المسيح» ( في 1: 20 )، أي ليُظهر بوضوح أكثر ويتمجد في حياتنا. ويجب أن يروا أننا لا نعمل شيئًا لا نثق أنه يؤول إلى مجد الله ( كو 3: 17 ).

وإن أولادنا والذين يعيشون معنا، يجب أن يروا قبل سواهم، أننا نسعى لنحيا بالقرب من المسيح فعلاً لا اعترافًا. وأن نفوسنا لا تجد لذتها وشبعها إلا في ظل محضره المقدس. وأننا ننظر بكل احترام إلى كل ما يتعلق بمجده وكرامة اسمه وعظمة خدمته وتنازله، كأنها أمور حيوية هامة وأساسية. وأننا نشتاق إلى تكريس قلبي أكمل، ونتوق إلى تقديس أسمى لذواتنا، وكل ما لنا، لخدمة المسيح في هذه الأرض. وأنه ليس لنا إرادة ذاتية، بل إننا خاضعون للرب بالتمام وفي طاعة كاملة لإرادته. وأننا نجتهد في أن نوجد في حضرته أكثر، وعندما تأتي الفرصة المناسبة، نكون مستعدين لأن نقف موقف الخادم النافع المُثمر.

وبالتأكيد، والحالة هكذا، أنه ستُثار في داخل الأولاد التساؤلات، ويجب أن أكون مستعدًا لمجاوبة ابني عن كل سؤال يسأله، مُخبرًا إياه أن الرب له كل الحق في حياتنا، حق المحبة التي بها دفع ثمن فدائنا. فلقد أحب المسيح الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها، حتى تكون له خالصة كما يريدها هو لنفسه ( أف 5: 25 - 27). لقد دفع الثمن عنها كاملاً، بل لقد باع كل ما له ليمتلكها ( مت 13: 46 )، أفلا يعطيه هذا الثمن الغالي الذي دفعه، الحق فينا؟ .. نعم، إن له الحق في أن يأخذ كل محبتنا، وقدرتنا، وطاعتنا له. بل له كل الحق في أجسادنا ونفوسنا وأرواحنا. له الحق فينا بكل ما لنا. ونحن يجب أن نعترف بحق الرب هذا علينا. يجب أن نأتي إليه بكل رغباتنا وحاجاتنا. يجب أن نسأله في كل أمر عما يريدنا أن نفعله. كل كبيرة وصغيرة في حياتنا، يجب أن نسأله عنها «يا رب ماذا تريد أن أفعل؟» ( أع 9: 6 ). وإن سر كل بركة هو أن نعطي للرب المكان الأول ونفكر أولاً في حقوقه، ولا نفكر في أي شيء آخر حتى نعطيه ما هو جدير به «لكي يكون هو متقدمًا في كل شيء» ( كو 1: 18 ).

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net